Take a fresh look at your lifestyle.

أمريكا أحرقت البلد وهي تحمي الأسد

 

أمريكا أحرقت البلد وهي تحمي الأسد

 

 

الخبر:

 

نقلت الجزيرة نت خبرا بعنوان “تضارب أمريكي بشأن مصير الأسد”، قالت فيه: تضاربت تصريحات أمريكية بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد حيث قالت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هالي إن إزاحته ليست أولوية لبلادها، بينما صرح وزير الخارجية ريكس تيلرسون من أنقرة بأن مصير الأسد يقرره الشعب السوري، وقال مصدر بالبعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة للجزيرة إن ما نُقل عن هالي بشأن الأسد “مضلل بعض الشيء”. (2017/3/31).

 

 

التعليق:

 

هذا الخبر يمثل عينة من التضليل الإعلامي الممنهج الذي تمارسه أمريكا وهي تخفي مواقفها الاستراتيجية خلف تصريحات إعلامية باهتة: إذ منذ انطلاق الثورة تحرك شبيحة بشار بنَفَسٍ أمريكي وصرخوا بشعارهم: “الأسد أو نحرق البلد”، وبالفعل ظلت سياسة أمريكا قائمة على إطالة عمر نظام بشار حتى ينضج البديل أو تُنهك الثورة، فكانت الدماء وكانت المؤامرات، وكان احتواء الفصائل إقليميا تحت عين أمريكا وبصرها. ولذلك فإن الحقيقة أن أولويات أمريكا في الشام لم تتغير، بل ظلت ثابتة على الحفاظ على نظام بشار طوال سنوات الثورة، وكيف يمكن لها أن تفرط بعميلها؟ وخصوصا أن النظام السوري ظل يحمي حدود كيان يهود طوال عقود رغم أنه يصرخ بشعارات الممانعة.

 

وما كان تدخل إيران ولا حزبها في لبنان – بأمر أمريكا – إلا لحفظ النظام وإسناده ومنع سقوطه، ثم أتاحت أمريكا المجال لروسيا لتقصف الأبرياء للغاية نفسها، وألحقت بها النظام العلماني المتأسلم في تركيا، الذي خاض عملية “درع الفرات” ضد تنظيم الدولة، متناسيا أن جرائم نظام بشار بحق الأبرياء أقسى وأبشع، ولكنها الأجندات الأمريكية، التي حددت لهذه الأطراف الدولية والإقليمية حدود أدوارها حفاظا على عميلها بشار.

 

لذلك فلا يمكن الحديث عن تضارب في الموقف الأمريكي الراسخ من حيث إن إزاحة بشار لم تكن يوما على أولويات أمريكا، وهي لا يمكن أن تترك مصيره ليقرره “الشعب السوري”، ومتى أعطت أمريكا الشعوب حق اختيار حاكمها؟! وما ثورة مصر عن سوريا ببعيدة، إذ أعادت أمريكا إنتاج النظام البوليسي بصورة أشد قسوة وأشد تنكيلا ضد الشعب وضد الثورة. ولذلك فإن ذلك التصريح “مضلل بعض الشيء” (بل كل الشيء)، كما نقل عن مصدر أمريكي حسب الخبر. والحقيقة أن أمريكا لم تتخل، ولن تتخلى عن عميلها مهما كلّف من دماء، خشية أن يسقط النظام ويعود السلطان للأمة فتختار حاكمها على أساس القرآن، وخصوصا في ثورة انطلقت من المساجد ورفعت شعارها الصادع: “هي لله… هي لله”.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور ماهر الجعبري

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

 

 

2017_04_02_TLK_3_OK.pdf