Take a fresh look at your lifestyle.

صدق الكذوب! فالمعونة ليست “هبة أو منحة” بل هي رشوة للحكام العملاء ترهن البلاد ومقدراتها لأمريكا

 

صدق الكذوب! فالمعونة ليست “هبة أو منحة”

بل هي رشوة للحكام العملاء ترهن البلاد ومقدراتها لأمريكا

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت اليوم السابع أن سامح شكري، وزير الخارجية، أكد أن المعونة الأمريكية ليست هبة أو منحة بل تأتي في إطار علاقة ومصالح مشتركة، وأمريكا تستفيد أكبر من استفادة مصر، وقال “شكري”، في تصريحات من واشنطن، إن المعونة الأمريكية مكون مهم وأتت بثمارها على مصر خلال الأربعة عقود الماضية، وعلاقتنا بأمريكا تبادلية ومبنية على الاحترام والحفاظ على السيادة المصرية والوصول لنقطة توافق ورؤية مشتركة بما يخدم الدولتين، وأوضح أن المعونة في المجال العسكري تأتي لتطوير القوات المسلحة المصرية وهذا يعود بالنفع على أمريكا في وجود قوة بالمنطقة قادرة على تحقيق الاستقرار.

 

التعليق:

 

بدأت المعونة الأمريكية بشكلها الرسمي في أعقاب توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، حيث أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر، تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وكيان يهود، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لكيان يهود، و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية، وتمثل المعونات الأمريكية لمصر 57% من إجمالي ما تحصل عليه من معونات ومنح دولية، من الاتحاد الأوروبي واليابان وغيرهم من الدول، كما أن مبلغ المعونة لا يتجاوز 2% من إجمالي الدخل القومي المصري.

 

وتعتبر هذه المعونة وغيرها وسيلة إذلال للشعوب والمستفيد الوحيد منها هو أمريكا، لأنها تساعد في تعزيز الأهداف الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، واستفادت من خلالها واشنطن الكثير، مثل السماح لطائراتها العسكرية بالتحليق في الأجواء العسكرية المصرية، ومنحها تصريحات على وجه السرعة لمئات البوارج الحربية الأمريكية لعبور قناة السويس، إضافة إلى التزام مصر بشراء المعدات العسكرية منها، فأمريكا قدمت لمصر حوالي 7،3 مليار دولار بين عامي 1999 و2005 في إطار برنامج مساعدات التمويل العسكري الأجنبي، وأنفقت مصر خلال الفترة نفسها حوالي نصف المبلغ، أي 3.8 مليار دولار لشراء معدات عسكرية ثقيلة أمريكية.

 

إن هذه المعونات وعلى شاكلتها القروض الممنوحة من البنك الدولي هي وسائل هيمنة على الشعوب واستعمار لها ونهب لخيراتها ومقدراتها، والمستفيد منها هي دول الغرب وشركاتها الرأسمالية التي تضخ أغلب هذه المليارات في خزائنها ولا تحصلها مصر في صورة عينية بل في صورة أسلحة وذخائر وبرامج تدريب وصيانة ومعونات اقتصادية وصحية أخرى، وكلها أيضا من خلال شركات أمريكية تعطي لأمريكا القدرة على التغلغل داخل الجيش والمجتمع المصري ككل، وهذا نرى أثره واقعا في الجيش المصري الذي أصبح مرتبطا في تسليحه وتدريب قادته وولائهم لأمريكا الدولة المانحة، ونرى أيضا ارتباط رجال المال والأعمال والنخب السياسية بأمريكا سواء في الحكومة أو المعارضة.

 

وهنا يأتي السؤال الأهم بعد هذه المقدمة الطويلة، هل تحتاج مصر إلى هذه المعونة؟! وما الذي تحتاجه مصر فعلا؟! وحتى نجيب على هذه الأسئلة يجب أن نعرف حجم ما تملكه مصر فعلاً من ثروات ينهبها الغرب ليل نهار تحت سمع وبصر الحكام، فمصر بحدودها الضيقة التي رسمها الغرب فقط ودون باقي الأمة تملك من الموارد ما لا تملكه بريطانيا إحدى الدول الكبرى، وتملك ما يمكّنها من مزاحمة أمريكا على مركز الدولة الأولى؛ فبلد يجري فيها نهر النيل وعلى ضفاف بحرين ويملك قناة تصل الشرق بالغرب يستحيل أن يعاني أهلها الفقر إلا إذا كان هناك من يسعى لإفقارهم، هذا بخلاف الطاقة البشرية المعطلة والهائلة والتي تستطيع تحريك الجبال لو أتيحت لها الفرصة، وبخلاف ما تملكه مصر من نفط وغاز وذهب وثروة معدنية بل وحتى رمال الصحراء البيضاء التي تصنع منها الدوائر الإلكترونية والتي تباع للغرب بثمن بخس لا يتعدى الدولار الواحد مقابل الطن! فمصر فعلاً وحقيقة لا مراء فيها لا تحتاج إلى تلك المعونة ولا غيرها ولا تحتاج إلى أن تقترض من البنك الدولي ما يزيد تبعيتها ويرهنها لعقود مقبلة، بل تحتاج إلى من يدير هذه الثروة إدارة صحيحة ويحسن استغلال الطاقات المهدرة في إنتاج هذه الثروات واستغلالها بالشكل الصحيح الذي يعود بالنفع على أهل الكنانة…

 

باختصار شديد، مصر تحتاج إلى مبدأ صحيح ينهض بها ويمنع نهب ثرواتها وخيراتها ويقضي على نفوذ الكافر المستعمر فيها، مصر تحتاج إلى الإسلام بما فيه من عقيدة انبثقت عنها شرائع وأحكام فصلت كيفية التعامل مع الثروة وكيفية اكتسابها وإن تركت للناس كيفية إنتاجها وتنميتها، وحرمت على الدولة أن يكون غذاؤها ودواؤها وسلاحها معلوماً لعدوها مرهوناً بصناعته فتكون له يد على المسلمين ودولتهم، ونحن في مصر في غنى عن هذا كله نستطيع أن نصنع سلاحنا ودواءنا ونستطيع زرع القمح بما يفيض على حاجتنا ولكن هذا كله مرهون بعودتنا لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة يحملها لكم ويحمل مشروعها حزب التحرير ولديه الجاهزية الكاملة والقدرة على القيادة التي تجعل من مصر منارة الأمة ودرعها كما كانت، وتضم ثروتها لثروات أمتنا الهائلة وتعيد توزيعها على الناس بما يكفي حاجاتهم ويرعاهم ويصلح حالهم وحياتهم.

 

هذا هو واقعكم يا أهل مصر؛ فلستم في حاجة إلى معونات ولا قروض مشروطة مذلة أنتم في غنى عنها، بل ما تنهبه أمريكا من خيراتكم هو أضعاف هذه المعونة التي تمنح أصلا للشركات الأمريكية ولا تأخذ منها مصر إلا الفتات، فما تحتاجونه فقط هو إعادة النظر واحتضان من يقودكم بالإسلام ويحفظ به حقوقكم ويرعاكم به رعاية صحيحة، وهم منكم وبينكم يتألمون لألمكم ويسعون لما فيه خيركم، إخوانكم في حزب التحرير الذين ما كذبوكم، يواصلون ليلهم بنهارهم ليعيدوا لكم عزتكم وكرامتكم وحقوقكم التي سلبكم الغرب إياها، فكونوا معهم ولهم عونا ونصرا عسى أن يتم الله أمره بكم ويكون النصر على أيديكم فتفوزوا فوزا عظيما.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الرحمن

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

2017_04_12_TLK_2_OK.pdf