Take a fresh look at your lifestyle.

لقَدْ بَاتَ العِراقُ الأبِيُّ أُضْحُوْكَةً بينَ الأمَمِ بِفعْلِ حُكَّامهِ الذينَ عَصَوا ربَّهُم، وأطاعوا عَدُوَّهُم، فأضَاعُوا شَعبَهُم

 

لقَدْ بَاتَ العِراقُ الأبِيُّ أُضْحُوْكَةً بينَ الأمَمِ بِفعْلِ حُكَّامهِ

الذينَ عَصَوا ربَّهُم، وأطاعوا عَدُوَّهُم، فأضَاعُوا شَعبَهُم

 

 

 

الخبر:

 

نقلت (الشرقية نيوز) في 2017/4/18 عن مصادر رسمية في بغداد أنَّ (صفقة) إطلاق سراح الصيَّادين القطريِّين المُختطفين في العراق قد اكتمَلتْ بالرغم من تعرُّضِها لبعض التأخير في الأسبوعين المَاضِيَين.

 

ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مَصدَرٍ لها قوله: “إنَّ المفاوضات تجري بوسَاطةٍ تقوم بها السفارة الكويتية في بغداد، بوصفها موضعَ ثقةٍ لدى الطرفين: الخاطفِين والجانب القطريّ، بالإضافة إلى ضابط ارتباطٍ تابع لـ«حزب الله» اللبنانيّ، لأن الخاطفين لم يَعودُوا يَقبلونَ بفديةٍ ماليَّةٍ مَهما بلغَتْ، بل إنَّ مَطلبَهُم المُلِحَّ هو إطلاق سَرَاح مُختطفين من «حزب الله» اللبنانيِّ لدى «جَبهَة النُّصرَة».

 

التعليق:

 

بَدأتْ القِصَّة حين قَدِمَت مجموعة من القطريِّين – وعَدَدُهُم (26) مع مُرافِقيْنَ لهم – دَخلوا جَنوبَ العراق إلى محافظة المُثنَّى في 16 كانون الأول عام 2015، بهدف الصَّيد، وهذا من المُضحِكِ المُبكِي، في بلدٍ منكوبٍ كالعِراق بحُكامِهِ واحتلالهِ وكلَّ أزَمَاتِه… لم يُراعُوا مشاعرَ شعبِه. وكان دخولهُم بشكلٍ رسمِيٍّ وبعلم وزارة الداخلية العراقية. وكان من بينِهِم (9) من أفراد العائلة الحاكمة في قطر. وأثناء وجودهم في بادية السَّماوة من تلكَ المحافظة فوجِئوا بقوةٍ مُسلحةٍ كبيرةٍ تستقل نحوَ (70) عجلة رباعية الدَّفعِ دخلت بعد منتصف إحدى الليالي فاقتادُوهُم إلى جهةٍ مجهولةٍ. ومنذ ذلك الحين وهم مأسُورُون لدى جهاتٍ مسلحةٍ ذات صلةٍ بإيران وحزبها في لبنان مع أطرافٍ أعانتهم على جريمتهم تلك، ودونَ اهتمامٍ من أيِّ جهةٍ بموقف حكومة العراق الجريح، لأنَّ أحداً لم يَعُد يحتَرِمُ حكومة تُسلِمُ شعبَها لأعدائهم.

 

وبحسب مصادر إعلاميَّةٍ، فإنَّ الصَّفقة المذكورة تضمنت ثلاثة عناصر:

 

– الأول: دفعِ فديةٍ ماليةٍ كبيرةٍ جدَّا

– والثاني: الاِتفاقِ مع إيران على صفقة مناقلة السُّكان في أربعِ بلداتٍ سُوريَّةٍ هي: الزَّبدانيّ ومَضايا والفوعة وكفريا

– أما العنصر الثالث: فتضمن (إطلاقَ سَراحِ عددٍ من أعضاء حزب إيران والمُتحالفينَ مَعه المُحتجزين لدى فصائل سورية مقاتلة.

 

وهكذا يتَّضحُ أنَّ العراقَ باتَ ساحة لتصفية حساباتٍ، دونَ أن يكون لحكومتهِ دفعٌ بالسَّلبِ أو الإيجاب..! وحين سُئل العباديّ حاكمُ العراق (المُظفَّر!) والقائدُ العامُّ لقواتِهِ المُسلَّحة – في مؤتمرٍ صحفِيٍّ أمسِ الثلاثاء 4/18 – إنْ كانتْ الحكومة على علمٍ بالصفقةِ المذكورة، فأجاب أن “نعم” وزاد عليها بقوله: “إنَّ اختطاف مواطنين عرب في العراق يُعَدُّ إساءةً لكلِّ عراقيٍّ…”. انظروا إلى مَكرهِ وخُبثهِ… لكنَّهُ أرادَ إبعادَ الخزيِ والعارِ الذي تكلَّلَ بهما، فأومأ إلى الشعب…! ونسيَ أو تناسَى أنَّهُ كحاكمٍ بيَدهِ الأمرُ والنَّهي، بل الرَّاعي لمصالح شعبهِ، والحافظُ لأمنهِم…!

 

وإنْ كان في تلك الجَريمة (الاختطاف) إساءة لشعبك أيها المُبَجَّلُ، فما ردُّ فعلِكَ؟ وهل تستطيعُ محاسبة الجُناةَ الذين مَرَّغوا سُمعَة بلدِكَ بهذهِ وبغيرها من الفظائع والفضائح؟ ثمَّ أينَ هي السِّيادَة المَزعومة، والخطوطُ الحَمراءُ التي صدَّعتُمُ الناس بها؟ وإيران جارتُكَ الكبرى تفاوضُ بلدَ المخطوفين (قطر) عن طريق وكلائها ولم يُسمَحْ لأجهِزتِك الأمنية أن تَعرف شيئاً عن ملفات القضية، هل هذا سائغٌ في عُرْفِ الدُّوَل الديمقراطية الكافرة؟ ألا يُعدُّ هذا تدَخُّلا في شؤونكم الداخليَّة؟ زادكمُ اللهُ خيبة وخُسراناً في الدنيا والآخرة، فلا أنتم بدِينِكُم وشِرعَة ربِّكم عزَّ وجلَّ، ولا أنتم بشريعة الغابِ شريعة (بوش، وبلير، وأوباما) وآخر سُفَهائهم (ترامب). بأيِّ حُجَّةٍ ستُقابلونَ ربَّكم يومَ القِيامة؟ هل ستشفعُ لكم أمانِيُّكُم الخائبة، أم هل ستُنَجِّيكم عقائِدُكُمُ الزَّائِغة؟ في ذلك اليوم المَشهود تُسَاقونَ إلى ربِّكم فُرَادَى، فلا حرسَ ولا حُجَّابَ، حُفاة عُراة لتُواجِهوا مصيرَكُمُ السَّيِّئ، وحينها يُقالُ لكم: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرحمن الواثق – العراق

2017_04_21_TLK_2_OK.pdf