Take a fresh look at your lifestyle.

صفقات السلاح الأمريكية للسعودية – تجارة الموت لا صناعة الحياة

 

صفقات السلاح الأمريكية للسعودية – تجارة الموت لا صناعة الحياة

 

 

 

الخبر:

 

نشرت وكالة رويترز (2017/5/13) خبرا بعنوان “مسؤول بالبيت الأبيض: أمريكا على وشك الانتهاء من صفقة أسلحة للسعودية تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار”، وجاء فيه أن ذلك يأتي قبل أسبوع من زيارة يعتزم الرئيس دونالد ترامب القيام بها للرياض. ونقلت عن مسؤول أمريكي إن “هذه الحزمة قد تزيد في نهاية الأمر عن 300 مليار دولار خلال عشر سنوات لمساعدة السعودية على تعزيز قدراتها الدفاعية”. وقال “إنه أمر طيب للاقتصاد الأمريكي ولكنه أمر طيب أيضا فيما يتعلق ببناء قدرات تتناسب مع تحديات المنطقة. ستظل (إسرائيل) تحتفظ بتفوق”.

 

التعليق:

 

جاءت هذه الصفقة كقفزة عالية وجديدة بعد سلسلة من صفقات السلاح الأمريكي لدول الخليج، والتي تمت ضمن فترة الرئيس السابق أوباما، وكانت أسهم شركات الأسلحة الكبرى قد شهدت ارتفاعا، من مثل “ريثيون” و”نورثروب غرومان” و”جنرال دايناميكس”. وهي تؤكد التوقعات السابقة حول ازدهار صادرات السلاح الأمريكية، تحت إدارة ترامب الجديدة، وخصوصا أنه ينظر إلى دول الخليج كبقرة حلوب ويريد للعلاقة معها أن تكون على أساس “دفع الخاوة” السياسية، لبقائها، ومن هنا يمكن فهم توقيت هذه الصفقة قبيل زيارة ترامب للسعودية.

 

إنه مما لا شك فيه أن دول الخليج خضعت للعنجهية الأمريكية ضمن “دبلوماسية صفقات الأسلحة”، وهي تضخ بترولها في وريد الاقتصاد الأمريكي لإنعاشه، ومن أجل فرصة سياسية أكثر استدامة لملوكها وأمرائها. وهي تسخّر ملكيات الأمة العامة في أجندات سياسية استعمارية، ومن أجل مصالحها الخيانية، بينما يستمر الفقر والحرمان في شعوب الأمة الإسلامية، المالكة الحقيقية لتلك الثروات.

 

وكانت جريدة الراية قد نشرت مقالا بعنوان: “صفقات السلاح الأمريكية للعرب… تسليح أم تركيع؟” بتاريخ 2016/12/14، استُهل بالتساؤل: “إذا كان الدور الذي لأجله وجد الجيش غائبا، فلماذا التسلّح إذًا؟”، وهو سؤال لا زال قائما حول سباق التسلح لدول الخليج، التي لم تسخّر سلاحها يوما إلا خدمة للأجندات الاستعمارية أو في أتون الفتنة الطائفية، كما في حرب تدمير العراق ثم تدمير اليمن.

 

وهي صفقات في مجملها مشبوهة ومفضوحة بل فاسدة وغبية لا تلبي الاحتياجات العسكرية لها، كما تكشّفَ في صفقات سابقة أبرمتها السعودية وصفت بأنها على رأس الصفقات الأغبى من نوعها في التاريخ الحديث. ولذلك فإن الحديث عن “مساعدة السعودية على تعزيز قدراتها الدفاعية” هو من باب التسويق لا الحقيقة، لأن أمريكا لن تطمئن لوجود سلاح قوي في بلد إسلامي عرضة للانهيار وتحول السلاح إلى أيدٍ مخلصة وأمينة، يمكن أن يُوجّه وُجهته الصحيحة في نصرة المسلمين وتحرير بلادهم، ومن هنا أيضا تؤكد أمريكا دائما أنها حريصة على الحفاظ على التفوق العسكري لكيان يهود. لذلك فإن هذه الصفقات هي تجارة للموت الزؤام ضمن حروب الأنظمة الزائفة، لا صناعة حياة للأمة عبر إحياء حضارتها والتصدي لأعدائها.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور ماهر الجعبري

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

2017_05_15_TLK_2_OK.pdf