Take a fresh look at your lifestyle.

النازية متجذرة في الشعوب الأوروبية

 

النازية متجذرة في الشعوب الأوروبية

 

 

 

الخبر:

 

وزارة الدفاع الألمانية تحقق في أكثر من 280 حالة تطرف يميني “نازية” وسط الجيش الألماني [صحيفة الجنوب الألمانية]

 

التعليق:

 

رغم جهود دول التحالف التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية للقضاء على النازية من جذورها بوسائل عديدة تصل إلى حد عملية غسيل دماغ جماهيرية على مدار ستين سنة، مما أدى إلى تنشئة أجيال تكره تاريخها وتزدري ثقافة النازية التي سيطرت على الشعب الألماني إبَّان عهد هتلر، إلا أن هذه الجهود تنذر بالفشل، وليس هذه الحالات المتسترة في صفوف الجيش إلا مجرد قمة الجبل الجليدي الذي ينذر بالخطر نتيجة ارتفاع أسهم الأحزاب الشعبوية المتطرفة في أوروبا عامة.

 

حادثة الضابط الألماني الذي سجل نفسه في سجلات النازحين من سوريا وعاش فترة طويلة متنقلا بين معسكره وملجأ النازحين ليحصل على وثيقة نازح ويقبض المساعدات باعتباره هاربا من الحرب في سوريا، وكان يخطط لعملية (إرهابية) تنسب بناء على ذلك لمهاجري سوريا لتسليط الضوء على خطرهم، هذه الحادثة فتحت الباب على مصراعيه للكشف عن تجذر النازية في الجيش واستفحال خطرها في صفوف الضباط والجنود، لتدق ناقوس الخطر منذرة بتهديد حقيقي في ألمانيا.

أمثلة من حالات التطرف في صفوف الجيش:

 

  • تفاخر بعض الجنود بالرموز النازية وتحية بعضهم بعضا بتحية هتلر.
  • رفع أعلام قوات الجيش النازي (الرايخ) والمرور أمام ملاجئ النازحين، وأحد الجنود أشار بيده بحز الرقبة مهددا النازحين بالقتل.
  • في مجموعة واتس أب يكتب أحدهم بأن علينا أن نتبرع بالسياط بدل المال لمساعدة “العبيد” في أفريقيا.
  • في مقابلة مع أحد الضباط الاحتياط يصرح بأن علينا استخدام السلاح للقضاء على اللاجئين على الحدود قبل دخولهم البلاد “فالسلاح صنع لهذه الأغراض الدفاعية”.

 هذه الحالات وغيرها وضعت وزيرة الدفاع في موقف حرج وحالة قلق دفعتها لتتخذ حزمة من الإجراءات التي اعتبرتها صارمة، من مثل تسريح من ثبت عليه التلبس بالتطرف، أو تغريم آخرين أو إنذارهم ، وكذلك إعادة تسمية بعض المعسكرات والكتائب وتعديل التشكيلات والطقوس العسكرية التي تتصل بالجيش الألماني (الرايخ).

 

هذه الإجراءات لن تنهي مشكلة التطرف لأنها لا تعالج القضية جذريا، فالشعوبية والعنصرية هي سِمة من سمات الرأسمالية، التي تبني قيمها على المصالح، وتقدم القيم المادية والمصلحة الشخصية على أي قيمة أخرى، بل تنكر القيم الروحية، وتأخذ القيم الأخلاقية بعين الاعتبار إذا لم تتعارض مع المصلحة، وتتخذ من القيم الإنسانية مطية ووسيلة تخادع بها الشعوب المغلوبة لتصل من خلالها إلى مصالحها.

 

ومن الدلائل على تأصل هذه الأفكار تصويت أكثر من ثُلث الفرنسيين لليمينية “ماري لوبين” وللهولندي “خيرت فيلدرز”، وتخوف الألمان في انتخابات هذا العام من وصول حزب البديل الألماني للبرلمان مما سيؤدي إلى خلط أوراق الائتلافات وعدم القدرة على تشكيل حكومة شعبية معتدلة.

 

قضية الشعوبية والعنصرية عالجها الإسلام بكلمات قليلة واضحة لا تقبل التأويل حين قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ وحين قال عليه الصلاة والسلام منددا بالعصبية «دعوها فإنها منتنة».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة – ألمانيا

2017_05_16_TLK_2_OK.pdf