Take a fresh look at your lifestyle.

إرهابٌ ورعبٌ وفسادٌ وانعدامٌ للأمنِ وتعصُّب – النتيجةُ الطبيعية لعقد صداقات مع الكفار!

 

إرهابٌ ورعبٌ وفسادٌ وانعدامٌ للأمنِ وتعصُّب

 

النتيجةُ الطبيعية لعقد صداقات مع الكفار!

 

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

من 31 أيار/مايو إلى 3 حزيران/يونيو 2017، شهدت كابول سلسلة من التفجيرات وأعمال عنف دامية. ففي يوم الأربعاء، 31 أيار/مايو حصل تفجير ضخم بالقرب من السفارة الألمانية، والذي وحسب إحصاءات رسمية، أسفر عن مقتل حوالي 100 شخص وإصابة أكثر من 460. بينما تظهر الإحصاءات غير الرسمية والحقيقية أن العدد الحقيقي للإصابات هو أكثر مما تم الإعلان عنه من قبل المسؤولين، وأنه لا يزال هنالك العشرات في عداد المفقودين في مكان الحادث. أما في يوم الجمعة، 2 حزيران/يونيو 2017، فقد قام المئات من المحتجين الشباب بالاحتجاج على عجز الحكومة على توفير الأمن لشعبها وذلك في المكان نفسه الذي وقع فيه التفجير، وقد طالب المحتجون باستقالة الرئيس، أشرف غاني والرئيس التنفيذي، عبد الله عبد الله. وقد تحولت هذه الاحتجاجات إلى أعمال عنف من قبل الجانبين (المحتجين وقوات الشرطة) ونتيجة لأعمال العنف هذه، فقد قُتل 5 من المحتجين وأُصيب العشرات منهم. وبعد ذلك، وفي 3 حزيران/يونيو وخلال دفن وجنازة أحد المحتجين ــ ابن نائب أفغاني ــ حصلت 3 تفجيرات متتالية أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة ما يزيد عن 100 شخص.

 

 

التعليق:

 

إن الحوادث الدموية المتكررة قد أججت قلق الشعب تجاه مستقبلهم وعمقت الهوّة القبلية ــ اللغوية بين الشعب والسياسيين ورؤساء القبائل. وفي هذا الوضع الحرج، تصاعد الانتقاد من قبل العديد من الشخصيات من الحليف الشمالي، وخاصة الطاجيك والذين ألقوا باللوم على أشرف غاني، ورئيس مجلس الأمن الوطني، ورئيس دائرة الأمن الوطني، وقائد الحرس العام للقصر الرئاسي وهم جميعا أفغان بشتون؛ وباستخدام لغة قاسية، اتهموا الحكومة بمنعها لحوادث دامية وممارستها للتمييز العنصري. وبالتالي فإن النتائج المقدرة لهذه التفجيرات الضخمة وأعمال العنف سيتم تصنيفها كالآتي:

 

قامت أمريكا متعمدة بتنصيب حكومة ذات رأسين بقيادة الرئيس والرئيس التنفيذي ــ وهي بالتالي حكومة منقسمة داخليا، وفي الوقت ذاته تفتقد للشرعية بين الشعب. وقامت أمريكا بتصميم مثل هذه الحكومة بهدف الحفاظ على وجود قواتها المحتلة المسلحة في أفغانستان والمنطقة. ففي هذه الحالة، ستواجه الحكومة الانقسام، والأزمات الداخلية، والظروف غير العملية في كل مجالات الحياة، وستطلب بشكل مستمر الدعم والمساعدة من قوات الاحتلال.

 

فهذه الحكومة التي هي ألعوبة بيد أمريكا في أفغانستان، قامت منذ البداية وبمختلف الوسائل كالقتل والإرهاب وسحب القوة بشكل تدريجي بهدف التضييق على شيوخ القبائل وقوات المجاهدين السابقة من خلال اتهامهم بتهم فساد، كما قامت الحكومة الألعوبة بيد جون كيري بضرب المسمار الأخير في نعش الجهاديين في التحالف الشمالي، حيث إن أغلبهم من الطاجيك وذلك من خلال المساومة مع قلب الدين حكمتيار، قائد الحزب الإسلامي وهو أفغاني بشتوني والذي كان منافسهم خلال الحرب الأهلية. وعبّر محافظ مقاطعة بلخ، عطا محمد نور، عن قلقه من خلال وصفه لهذا النوع من التفجيرات والعمليات القمعية للمتظاهرين بأنها “مؤامرة جبانة واعتداء مباشر من حزب سياسي معين”. كما قام صلاح الدين رباني، وزير الخارجية الأفغاني ورئيس حزب الجمعية الإسلامية بالنشر على صفحته الرسمية على الفيسبوك بأنه سيعلن قريبا عن موقفه من “الإرهابيين الموجودين داخل الحكومة، وسيقوم بتصفية الحسابات معهم”.

 

فمثل هذه السياسات التي يمارسها تلاميذ ميكافيللي ملأت البلد بالعنصرية والوطنية والقومية، مما وجه مشاعر الشعب نحو التعصب بين الطاجيك والأفغان، البشتون والفارسيين… والذي هو حقيقة يساهم في خطط المحتلين المستعمرين ليدخلوا مسلمي أفغانستان في نزاعات فيما بينهم وبالتالي ينسون ويتجاهلون تماما المحتلين المستعمرين.

 

لو تأملنا مدى قوة وتعقيد ونتائج مثل هذه التفجيرات المخطط لها، سنجد أنها تتخطى القدرة التقنية والإمكانيات العسكرية للقوات المسلحة، وتدل على أن هذه الفرص والإمكانيات قامت بتوفيرها وكالة الاستخبارات المركزية، وسفارات الكفار، وقوات الاحتلال، خصوصا أمريكا وقتلتها المرتزقة. وذلك لأن كل الأدلة التي ترتبط بالانفجار تدل على أن الدبابة المنفجرة تم استهدافها من قبل صواريخ أو قنابل من الجو إلى الأرض من مسافة بعيدة.

 

إن الانقسام والحكومة ذات الرأسين التي تتبع جون كيري قامت مرة أخرى من خلال قمع المتظاهرين بإثبات أنها لا تهب الحقوق وما يسمى بـ”الحريات الديمقراطية” للشعب، بل على العكس فإنها تحاول الحفاظ على مصالح الكفار من خلال قمع المتظاهرين والاستبداد المستمر. وقامت سفارة أمريكا في كابول بالإعلان في بيان لها بأنها: “ترحب بالتظاهرات المسالمة في مجتمع ديمقراطي، بينما في المظاهرات يوم الجمعة، استغلّ بعض السياسيين “ذوي العقلية الضيقة” هذه الفرصة لـ”تأجيج العنف”. إنها وبكل نفاق تؤكد موقف الحكومة في قمع المتظاهرين واعتبرت مسيرة الشعب على أنها “ذات عقلية ضيقة”.

 

أما من وجهة نظر عالمية، فإن التفجير الضخم الذي حصل يوم الأربعاء قرب بوابة المدخل للسفارة الألمانية يوحي أن أمريكا بعثت برسالة من خلال هذا التفجير الضخم لألمانيا وغيرها من قادة الدول المناوئة بأن أمريكا قادرة على وضع مصالح ألمانيا وغيرها من الدول تحت التهديد ضمن الأراضي التي تحتلها؛ وبهذا فإنها تكشف بأن على هذه الدول أن تهتم برغبات أمريكا ومصالحها المخفية. وكان هذا واضحا من خلال مراقبة زيارة ترامب لأوروبا، في مؤتمري حلف الناتو ومجموعة السبع بين ترامب وميركل وغيرهم من القادة الأوروبيين.

 

إن الحقيقة الواضحة هي أنه قبل وصول الأيديولوجية المخادعة والرأسمالية الشريرة بنظامها الفاسد الديمقراطية، لم يتعرض الشعب الأفغاني لتفجير انتحاري أبدا خلال تاريخه وحياته. أما الأشكال المختلفة للظلم والفقر والبطالة والانتحار والتفجيرات فقد جاءت لهذه البلاد بالتزامن مع وصول الاحتلال والاستعمار الأمريكي وحلف الناتو. لهذا إن لم ينته استعمار واحتلال الصليبيين، فإن مسلسل هذه الهجمات الوحشية سيستمر من خلال الدولة الإرهابية الأولى ــ أمريكا وشركائها العالميين ومرتزقتها المحليين. فهؤلاء المرتزقة سيضعون لوم هذه الهجمات الإرهابية على أكتاف الألغاز الشهيرة كـ”الإرهابيين الإسلاميين الأصوليين” وسيستغلون خطورة الحرب والإرهاب ضد الأمة الإسلامية ليبرروا زيادة أعداد قوات المحتلين، والمخابرات والقتلة المستأجرين في المنطقة وأفغانستان. كان يجب علينا أن نرفض النظام الشرير للديمقراطية والصداقة مع الكفار قبل أن نجربها، ولكن الآن فإن النتيجة الطبيعية لتطبيق هذا النظام والاستراتيجيات الصاخبة والمعاهدات الأمنية مع أمريكا وحلف الناتو لم يأتوا لنا إلا بالإرهاب والخوف والفساد وانعدام الأمن للشعب الأفغاني. لكن يمكننا البدء من خلال رفض واستئصال مصدر الرأسمالية نظامها الشرير ــ الديمقراطية والحكام الخونة والمرتزقة في كل مجالات حياتنا من خلال الوقوف بثبات سعيا لإحداث تغيير مبني على منهاج رسول الله محمد e لإقامة النظام الشرعي الوحيد “الخلافة” على منهاج النبوة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

 

 

2017_06_09_TLK_2_OK.pdf