أمن المصالح الأمريكية أم أمن أهل لبنان؟
أمن المصالح الأمريكية أم أمن أهل لبنان؟
الخبر:
قائد الجيش العماد عون وقائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل والسفيرة الأمريكية إليزابيث ريتشاردز تفقدوا الوحدات في عرسال…
التعليق:
بعد قرار إلغاء الهبة السعودية للجيش اللبناني في آخر سنة 2016 والتي هي بمثابة عقود مباشرة أبرمتها السعودية مع فرنسا لتسليحه، تصاعدت زيارات الوفود العسكرية الأمريكية إلى لبنان. حتى إن لبنان أصبح شبه قاعدة عسكرية أمريكية حيث أصبحت طائراتها العسكرية تحط في مطار الرياق العسكري. وكذلك ازداد تسليح الجيش اللبناني بشكل مكثف من قبل أمريكا. ولا يخفى على أحد أن قرار مجلس الوزراء في تعيين قائد الجيش الجديد أتى بعد زيارة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي السيناتور روبرت كوركر للبنان في شهر شباط2017. وفي نظرة سريعة لنوعية الأسلحة التي يتم إعطاؤها للجيش اللبناني نرى بوضوح أن الهدف منها ليس حماية لبنان وأهله من عدوان كيان يهود.
وزيارة قائد القيادة الوسطى الأمريكية لعرسال أتت بعد أسبوع من كلام زعيم حزب إيران في لبنان عن هذه المنطقة حيث قال: “الحدود اللبنانية عموماً من الجنوب إلى البقاع إلى الشمال إلى البحر خرجت عن التهديد العسكري باستثناء منطقة جرود عرسال”، وهنا يتضح أن تصريحات وحركة حزب إيران متلازمة مع السياسة الأمريكية. وزيادة في التأكيد لذلك وتبريرا لهذا المشهد قال رئيس الجمهورية في شهر شباط المنصرم عن سلاح حزب إيران بأن وجوده ضروري: “طالما أنّ الجيش لا يتمتع بالقوة الكافية” حسب كلام رئيس الجمهورية.
إن شعار “الموت لأمريكا” لم يعد متداوَلاً على ألسنة قيادة حزب إيران بل هناك تبنٍّ كامل للسياسة الأمريكية في محاربتها لله ورسوله عليه الصلاة والسلام، ولا يُستبعد أن يشارك حزب إيران الجيش اللبناني في ضرب الثوار في منطقة القلمون السورية المتاخمة لجرود عرسال. بل هناك سابقة لذلك وهي أحداث عبرا في صيدا حيث كان الجيش وحزب إيران يقاتلون في صف واحد.
إن أمريكا لا يهمها أهل لبنان بل هي تستعملهم وقودا لحربها ضد الإسلام والمسلمين، فالأولوية عندها هي لمصلحتها والحفاظ على نفوذها في منطقة الشرق الأوسط. وأدعياء السياسة في لبنان أيضاً همّهم أنفسهم ومصالحهم فيسارعون لخدمة المستعمر للحفاظ على تلك المصالح ولو أدى ذلك لتدمير البلد وتشريد أهله. فها هو رئيس الوزراء في حملته الانتخابية يصول ويجول على المناطق ويصرح بأن أهل لبنان عليهم بأنفسهم فقط ولا دخل لهم في سوريا! وكأن مسلمي لبنان ليسوا هم إخوة لمسلمي سوريا! وأن معاناة المسلمين ليست واحدة!!
إن هذا الواقع الفاسد في لبنان في المجاهرة بالعداء للأمة الإسلامية وطموحاتها للتحرر مرشح بأن يزيد وبشكل فاضح أكثر مما هو عليه الآن. وهذا المشهد أقرب إلى صراخ إبليس حين رأى قرب قيام الدولة الإسلامية الأولى في المدينة. وإننا على ثقة تامة بأن ما تقوم به أمريكا وأزلامها في لبنان والمنطقة سينقلب عليها فهي حركة مكشوفة لا تستند إلا إلى الآلة العسكرية وهذا سيكون مقتلاً لها بإذن الله تعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان