Take a fresh look at your lifestyle.

الإسلام يعلو ولا يعلى شيخ الأزهر وأهل الذمة

 

الإسلام يعلو ولا يعلى

شيخ الأزهر وأهل الذمة

 

 

 

الخبر:

 

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر فى برنامجه “الإمام الطيب” على فضائية “سي بي سي”، إن النصارى لم يصبحوا أهل ذمة الآن لأننا لو دققنا فى سبب نشأة هذا المصطلح نجد أنه لم يعد موجودا في البلاد الإسلامية. وأشار إلى أن أول دولة قامت في الإسلام هي المدينة ولم تقم على مفهوم أهل الذمة وإنما قامت على (المواطنة) بين المسلمين وغيرهم.

 

التعليق:

 

سبق للدكتور الطيب أن أكد، في مقابلة سابقة على القناة نفسها، “أنه لا محل ولا مجال أن يطلق على المسيحيين أنهم أهل ذمة بل هم مواطنون، ولا مجال لأن يكون هناك كلام فيما يسمى بالجزية أو فيما يسمى بهذه المصطلحات التي كان لها سياق تاريخي معين انتهى الآن، وتبدل نظام الدولة وتبدلت فلسفات الحكم، منوهًا إلى أن الإسلام الآن يتبنى مفهوم المواطنة الذي تبناه النبي rحينما كان رئيسا لأول دولة إسلامية ظهرت في التاريخ”. وأوضح “أنه حينما تفتتت الدول الإسلامية ولم تعد هناك خلافة إسلامية تُلزم الشعب بتطبيق فلسفة الإسلام – لم يعد هناك وجود لمصطلح أهل ذمة؛ لوجود أنظمة حديثة تمامًا”.

 

فالأمر، بنظر الدكتور الطيب، يعود إلى الدعوة ليتماشى الإسلام مع المفاهيم الحديثة المعاصرة التي تصوغ النظام السياسي في المجتمع، وعلى المسلمين أن يتبنوا مفاهيم الحضارة الغربية التي حددت طبيعة النظام السياسي، فمصطلح أهل الذمة يعود إلى حقبة تاريخية انقضت ومضت.

 

يقول الشيخ الشعراوي في تفسيره لقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾: “والحق – كما نعلم – هو الشيء الثابت الذي لا يتغير. وإذا نظرنا إلى كل رسول في عصره؛ نجده قد جاء بالحق، وإذا جاء رسول من بعده فهو لا ينسخ العقائد، ولكنه ينسخ في الأحكام، وهكذا نعلم أن كل رسول جاء بالعقائد الثابتة وبالأحكام التي تناسب الزمان إلى أن بعث الله محمداً r، فكان النبي الخاتم إلى أن تقوم الساعة، ولا بد أن يكون الحق الذي جاء به هو الحق الثابت الذي لا يتغير”.

 

فحكم الجزية باق ما بقي كتاب الله، كما هي سائر أحكام الشريعة، وإذا كان الربا، وغيره من المنكرات، تمارس اليوم جهاراً نهاراً في شوارع المسلمين فهذا لا يعني مطلقا أن الربا، وغيره من المنكرات، أصبحت حلالاً في شرع الله، بل هي حرام، والشرع يوجب إلغاءها كما يوجب إزالة سائر المنكرات، وليس “التطبيع” معها بحجة “التماشي” مع العصر الحديث.

 

فرسالة الإسلام هي الرسالة الخالدة إلى يوم الدين، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم مهيمنا على ما سبقه من الشرائع: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ، وأوجب على أتباع الأنبياء السابقين الدخول في الإسلام: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾. فإذا كان الله سبحانه وتعالى لا يقبل من اليهود والنصارى غير الإسلام دينا، فهل يقبل للمسلمين أن يدخلوا في دين الديمقراطية الرأسمالية العلمانية؟! سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.

 

إننا ندعو شيخ الأزهر أن يعمل مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية التي لا تكون إلا بتطبيق شرع الله كاملا غير منقوص، كما لا تكون إلا بالتحرر من الهيمنة الغربية على بلاد المسلمين، كما ندعوه إلى الثقة بوعد الله الذي لا يتخلف، ﴿وَعَدَ اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَات لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينهمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْد خَوْفهمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْد ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾. ومن ظن أن عهد التجبر الاستعماري الغربي هو خالد فقد أساء الظن بالله، وهو القائل في كتابه الكريم: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور عثمان بخاش

مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

2017_06_12_TLK_3_OK.pdf