كيان يهود يشدد قبضته على المسجد الأقصى بينما توجه الأنظمة الخائنة في البلاد الإسلامية جيوشها نحو المسلمين (مترجم)
كيان يهود يشدد قبضته على المسجد الأقصى
بينما توجه الأنظمة الخائنة في البلاد الإسلامية جيوشها نحو المسلمين
(مترجم)
الخبر:
في 7 حزيران/يونيو، أوردت الجزيرة تقريراً عن مجموعة من الخطط والمبادرات “الإسرائيلية” الجديدة الرامية إلى زيادة تشديد قبضتها على القدس الشرقية والأقصى المبارك. وخلال اجتماع عقد مؤخراً لمجلس وزراء كيان يهود بشأن موضوع الأنفاق التي تحفر تحت المسجد المبارك، كشفت الحكومة المجرمة عن مشروع بقيمة 56 مليون دولار يهدف لبناء “قطار كهربائي” يهدف إلى نقل حوالي 3000 زائر في الساعة من القدس الغربية إلى حائط البراق وساحة الصلاة اليهودية التي تقع مباشرة تحت ساحات المسجد الأقصى وقبة الصخرة. ومن المقرر الانتهاء من المشروع خلال 4 سنوات. وفي الاجتماع نفسه، أعلن رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو عن تخصيص 14 مليون دولار لإنشاء مصاعد وممرات تحت الأرض لتسهيل وصول اليهود ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين إلى حائط البراق. وقال نتنياهو لوزرائه إن مختلف المشاريع ستعزز علاقة الشعب اليهودي بالمدينة. ووفقاً للجزيرة، فإن كيان يهود وعلى المدى البعيد، يهدف إلى بناء محطة تحت الأرض تربط تل أبيب بالموقع بواسطة قطار سريع. وخلال الاجتماع أيضاً، فقد تم الإعلان عن خطط لإجبار المدارس الفلسطينية في القدس الشرقية لاعتماد المنهاج “الإسرائيلي” الذي يدرس التاريخ الصهيوني فقط ويمحو اتصال الشباب المسلم بالقدس بتعليمهم أن لكيان يهود الحق في المدينة.
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب تسهيل سلطة كيان يهود لأعداد قياسية من اليهود المتطرفين والمستوطنين لزيارة المسجد الأقصى وساحاته والسماح للمتطرفين اليهود الذين يؤيدون تدمير وهدم الأقصى بالصلاة في الموقع وأداء الاحتفالات اليهودية هناك، تحت حماية شرطة كيان يهود. كما وتم في شهر نيسان/أبريل، ذبح خروف بالقرب من الأقصى، والذي يعد جزءًا من حفل مرتبط ببناء المعبد اليهودي (الهيكل المزعوم) مكان المسجد الأقصى. وتشير الأرقام “الإسرائيلية” إلى أن حوالي ألف يهودي قد دخلوا إلى ساحات المسجد الأقصى في “يوم القدس” بتاريخ 24 أيار/مايو، وهو يوم عطلة وطنية في كيان يهود حيث يحتفلون باحتلالهم للقدس الشرقية. وهو الحشد الأكبر منذ عقود. وجاء هذا في أعقاب أكبر عدد سنوي من الزيارات التي قام بها المستوطنون للمسجد الأقصى، والذي وصل إلى 15 ألف زيارة في عام 2016. وفي خطاب بمناسبة “يوم القدس”، أشار نتنياهو إلى أن المسجد الأقصى (أو ما يسمى بجبل الهيكل المزعوم) “سيظل دائماً تحت السيادة (الإسرائيلية)”.
التعليق:
إن أهداف كيان يهود والذي يرمي إلى تهويد هذا الموقع الإسلامي المقدس واضحة تماماً، هذا فضلاً عن هدفهم بإزالة أهميته ومحو حرمته الدينية من أذهان جيل المستقبل من المسلمين في فلسطين، وقطع ارتباطهم به. كل هذا يحدث تحت نظر وسمع الزعماء في العالم الإسلامي والذين أقاموا علاقات طبيعية مع هذه الدولة الإرهابية بل وجعلوا أنفسهم خط الحماية الأول لهذه الدولة، غير مبالين بتدنيس هذه الأرض المباركة، أرض الإسراء والمعراج وثالث الأمكنة المقدسة عند المسلمين. وبدلاً من توجيه جيوشهم لتحرير هذا المسجد وهذه الأرض المباركة من براثن المحتلين الفجرة، فإن هؤلاء الزعماء الخونة العملاء يختارون بدلاً من ذلك توجيه قنابلهم وأسلحتهم باتجاه إخوانهم وأخواتهم المسلمين بناء على طلب من أسيادهم الغربيين – سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو أفغانستان أو باكستان أو أي مكان آخر -. إن الشيء المقدس الوحيد عند هؤلاء الحكام العملاء هو مصلحتهم وأوامر أسيادهم في واشنطن ولندن وباريس. وعلاوة على ذلك، قامت السلطة الفلسطينية الواهنة والضعيفة بتسليم هذا الموقع المقدس إلى كيان يهود. وفي مقابلة مع القناة الثانية في تلفزيون كيان يهود يوم السبت 3 حزيران/يونيو، قال جبريل الرجوب – أحد كبار أعضاء حركة فتح برئاسة محمود عباس: “نحن ندرك أن الحائط… مقدس لليهود… في نهاية اليوم يجب أن يكون تحت السيادة اليهودية، ليس هناك شك في ذلك”.
كل هذا أبعد ما يكون عن تحرير وحماية هذه الأرض المباركة وأماكنها المقدسة التي استظلت في السابق تحت ظل نظام الخلافة المجيد، وتحت قيادات إسلامية تفهم حقاً واجبها والتزاماتها تجاه أمتها ودينها. في الواقع، إن شهر رمضان المبارك قد وقعت فيه معركة حطين عام 1187م، عندما قام القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي بتحرير فلسطين من براثن الصليبيين المحتلين واستعادة القدس والأقصى للإسلام والمسلمين. وقبل المعركة، نصحه بعض مستشاريه بتأخير القتال حتى انتهاء الشهر الفضيل، إلا أن صلاح الدين قد أجابهم: “إن حياة الإنسان قصيرة، والموت لا يحدد موعداً، وإن ترك المحتلين في الأراضي الإسلامية ليوم إضافي واحد، على الرغم من قدرتنا على إخراجهم منها، هو عمل فظيع لا أستطيع تحمله”. إن إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة هو الحل الوحيد الذي سيتم فيه إرسال القادة العظام أمثال صلاح الدين الأيوبي لتحرير هذه الأرض المباركة واستعادتها تحت راية الإسلام.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير