كيان يهود يخفّض إمدادات الكهرباء لقطاع غزة
والسلطة الفلسطينية وحماس تتبادلان الاتهامات
الخبر:
نقلت رويترز عن مسؤولين يهود يوم الاثنين 2017/06/12 قولهم: “إن (إسرائيل) ستخفض إمدادات الكهرباء لقطاع غزة بعد أن قلّصت السلطة الفلسطينية المبلغ الذي ستدفعه مقابل توريد الطاقة للقطاع الذي تديره حماس”، وتقول السلطة الفلسطينية: “إن السبب في خفض الإمدادات هو عدم سداد حماس لقيمة الكهرباء”.
ويقول المتحدث باسم السلطة الفلسطينية طارق رشماوي بأنّ “على حماس أن توافق على مبادرات الوحدة التي طرحها الرئيس محمود عباس والتي تشمل إجراء أول انتخابات تشريعية ورئاسية منذ أكثر من عشر سنوات”، وأضاف: “نحن في حكومة الوفاق نجدد دعوتنا إلى حركة حماس وسلطة الأمر الواقع هناك بتسليمنا كافة المؤسسات الحكومية في قطاع غزة حتى تستطيع الحكومة أن تقدم أفضل ما لديها بما يليق بأهلنا وشعبنا وتضحياتهم في قطاع غزة الحبيب”.
وبدورها حمّلت حركة حماس كيان يهود ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المسؤولية عن تداعيات تقليص الكهرباء، وحذّرت من انفجار الأوضاع في قطاع غزة، واعتبرت الحركة أن قرار الاحتلال بتقليص الكهرباء بطلب من عباس هو أمر كارثي وخطير، لكونه يمسّ بكافة مناحي الحياة في قطاع غزة، وأكّد المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع أنّ القرار من شأنه أن يعجّل في تدهور الأوضاع وانفجارها في القطاع.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس: “الذي سيتحمل المسئولية عن هذا التدهور الخطير هو حكومة الاحتلال والتي تُحاصر قطاع غزة منذ عشر سنوات“.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة: “إنّ أي تدهور في أزمة الكهرباء في غزة – التي خرجت محطتها الرئيسية لتوليد الكهرباء من الخدمة وسط خلاف بين حماس والسلطة الفلسطينية على الضرائب – يمكن أن يتسبب في انهيار الخدمة الصحية التي تعتمد بالفعل على مولدات منفردة بعضها في حالة متهالكة”.
التعليق:
بعد اتخاذ قرار تقليص الإمدادات سادت حالة من الخوف والقلق أوساط السكان في قطاع غزة المُحاصر، والذين شعروا بتلاحق الأزمات التي باتت تضرب معظم جوانب الحياة فيه، والتي كان آخرها تقليص كمية الكهرباء لقطاع غزة، لتصبح ساعة وصل مُقابل اثنتي عشرة ساعة قطع، وهو الأمر الذي أصبح يُهدّد حياة نحو مليوني إنسان، وينذر بكارثةٍ حقيقيةٍ بسبب ارتباط قطاع الخدمات الحيوية الأساسية بإمدادات الكهرباء وبشكلٍ خاص القطاع الصحي.
وبينما يعيش سكان القطاع هذه الحالة المأساوية يتقاذف مسؤولو السلطة وحماس الاتهامات كعادتهم غير آبهين بخطورة ما آلت إليه الأحوال هناك، يُلقون باللائمة على بعضهم بعضاً وعلى الاحتلال، ويتنصّلون من مسؤولية رعاية السكّان بذرائع غير مقنعة، وبحجج واهية، ولا يعنيهما سوى التنافس والاستحواذ على كعكة السلطة.
أمّا الدول العربية الغنية التي تهدر المليارات كإتاوات للدول الكافرة المُستعمرة فهي تبخل عن دفع مبالغ زهيدة لاستمرار إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة المنكوب ليكون لها نصيب من هذا الحصار الخانق على إخواننا المحاصرين فيه.
إنّه لعار على السلطة الفلسطينية وحركة حماس والدول العربية وسائر الكيانات القائمة في العالم الإسلامي أنْ تعجز عن حل مثل هذه المُشكلة البسيطة، والتي لا تتطلّب إلا دفع مبالغ مالية بسيطة، في حين إنّ هذه الكيانات تُزايد على قضايا الأمّة، وتُتاجر بها، وتدعي زوراً وبُهتاناً أنّها تُساندها وتُدافع عنها.
إنّ من يعجز عن حل مثل هذه المسألة البسيطة لا يستحق أنْ يكون في السلطة ولو للحظةٍ واحدة، وإنّ تجاهل هؤلاء المسؤولين في هذه الكيانات المُصطنعة لأحوال شعوبهم مع استمرار تشبّثهم بالسلطة ليؤكد أنّهم أصبحوا عالةً على شعوبهم، وأنّ عليهم أنْ يعتزلوا أو يُعزلوا غير مأسوفٍ عليهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني