خبر وتعليق- الجدار الفولاذي
أثار غضب المسلمين قيام النظام المصري بإنشاء جدار فولاذي بين قطاع غزة ومصر، تحت ذريعة حماية الأمن القومي المصري، معتبرا بذلك أن امن مصر مهدد من قبل أبناء غزة.
لقد كانت هذه الذريعة كذبة كبرى واستهتارا عظيما بعقول المسلمين في مصر وغير مصر، وهو يعلم أن مثل هذه الكذبة لا تنطلي على المسلمين، وأن هذا الاستهتار رفضه المسلم، في مصر، وسيرفضونه لأنهم يعلمون جميعا أن هذا الجدار ما بني إلا لمنع أهل مصر الشرفاء الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم خير أجناد الأرض من مساعدة إخوانهم في قطاع غزة سواء أكان بالسلاح أو المؤن أو الدواء وغير ذلك، حرصا على كيان يهود وأمنهم وبقائهم وتحقيق مرادهم في تركيع واستسلام أهل غزة للأملاءات ورفع الحرج عمن يريدون الانصياع للإملاءات.
إن فلسطين كلها محاطة بجدران أقوى من الجدران الفولاذية، فما يسمى بدول الطوق أخذت على عاتقها حماية أمن كيان يهود والحفاظ على وجوده، وجعلوا هذه المهمة في سلم أولويات عملهم، وودوا لو أنهم يسقطون كل عصفور يطير باتجاه كيان يهود منطلقا من أراضي هذه الدول، حرصا عليه وخوفا على أمنه وقربانا لأسيادهم.
لقد أظهروا أعلى درجات الاستبسال في حماية كيان يهود واحكموا تطويقه بجدران من الجيوش أقوى وأقصى وأصلب من الفولاذ في حماية أمن يهود، واستقرارهم وسلامتهم، فهذه الدول تحاكم وتسجن حتى من قام بمجرد التفكير بالانطلاق نحو كيان يهود.
ولولا أن النظام المصري قد أيقن أن جنوده يغضون الطرف بل يشاركون في مساعدة إخوانهم في غزة لما عبرت عن عدم ثقتها بجنودها بإنشاء هذا الجدار، فأمثال سليمان خاطر كثر، وهذا ما يخشونه ويحسبون له ألف حساب.
ولكن ليعلم النظام المصري أن جداره وبال عليه، وليعلم أنظمة دول الطوق أن الجيوش التي استخدموها واجبروها على أن تكون جدران حماية لكيان يهود هي نفسها بإذن الله التي ستعيد للأمة سلطانها، هي نفسها التي ستقتلع كيان يهود من جذوره، هي نفسها التي ستعلي كلمة الله وتجعلها هي العليا وتجعل كلمة الذين كفروا هي السفلى.
تلك الجيوش التي سئمت دورها الذي رسم لها في حماية كيان يهود.
تلك الجيوش التي سئمت دورها في الحفاظ على أنظمة ليست من الأمة ولا لها بل عليها ولأعدائها.
فقد شاهدت هذه الجيوش وجه حكامها الحقيقي وأيقنت أنهم ليسوا إلا عمالا للكافر المستعمر على بلاد المسلمين، فلتستبشر أمة الإسلام بقرب النصر والتمكين.
يقول الله سبحانه وتعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)).
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية الأردن