Take a fresh look at your lifestyle.

محمد بن سلمان يحسم الصراع على السلطة لصالحه بـ 460 مليار دولار

 

 

 

محمد بن سلمان يحسم الصراع على السلطة لصالحه بـ 460 مليار دولار

 

الخبر:

 

صدور أوامر ملكية عدة في السعودية في الساعات الأولى ليوم الأربعاء 26 رمضان 1438 (قناة العربية التلفزيونية).

 

 فوجئ العالم بقرارات ملكية عدة صدرت في السعودية، وكان من أهمها إعفاء الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز من ولاية العهد، ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الداخلية، وتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيراً للدفاع، واستمراره فيما كلف به من مهمات أخرى.

 

التعليق:

 

وكعادة القرارات السعودية تخرج علينا في منتصف الليل ويفاجأ بها الناس في الصباح، فلم يكن قرار تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد مفاجئا لمتابعي الشأن السعودي وما يحدث فيه من متغيرات، فانتقال السلطة في السعودية من جيل أبناء عبد العزيز المؤسس إلى جيل الأحفاد كان أمرا متوقعا وكان قد مهد له الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2006 من خلال وضعه لنظام هيئة البيعة والتي أوكلت إليها مهمة اختيار الملك وولي العهد مستقبلا وذلك لتحويل آلية انتقال السلطة من الشكل الأفقي إلى الرأسي.

 

ومنذ ذلك الوقت ظهرت ملامح سعي الملك عبد الله لنقل السلطة إلى أبنائه حيث قام بتغييرات واسعة واستحدث منصب ولي ولي العهد وعين فيه عميل الإنجليز مقرن بقرارات ملزمة ومشددا على عدم عزله وتهيئة الأجواء السياسية لهذا الأمر، وفور وفاة الملك عبد الله وتسلم الملك سلمان مقاليد الحكم، عمد سلمان إلى إجراء تغييرات واسعة وجريئة لتمكين الحكم لعملاء أمريكا وتمهيدا لوصول ابنه محمد للعرش، وقد عمل على عزل الأمير مقرن وتعيين محمد بن نايف رجل أمريكا القوي وليا للعهد في السعودية، وابنه محمد بن سلمان وليا لولي العهد ليكون ملك المستقبل.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن اختيار الحاكم الجديد لا يمكن له أن يتم إلا بموافقة الأسياد من صانعي القرار في الدول الاستعمارية وهنا أمريكا بالتحديد، وهذا يكون بناء على أهلية هؤلاء الحكام وعمالتهم وقدرتهم على الحفاظ على مصالح أمريكا في المنطقة.

 

وقد ظهر هذا جليا في السباق المحموم بين محمد بن نايف الذي أمسك بالملف الأمني لسنوات طويلة وبين الأمير الشاب الطموح محمد بن سلمان الذي وضع ثروات المملكة تحت تصرف أمريكا بعد أن أحكم سيطرته على معظم الإدارات الحكومية مستخدما سلطة الملك حتى ظهر وكأنه هو الملك الفعلي الذي يتحكم بجميع مفاصل المملكة، فكانت قراراته ورؤيته التي أثبتت فشلها وأضرت بالاقتصاد السعودي كثيرا.

 

وقد زار محمد بن سلمان أمريكا مرات عدة ليقدم الولاء ولمحاولة إقناعهم بأنه أوفى في عمالته من ابن عمه وأكثر نفعا للأمريكان، ولعل أبرز تلك الزيارات كانت في حزيران 2016 عندما التقى خلالها بالرئيس أوباما وبوزيري الخارجية والدفاع وعدد من المسؤولين في البيت الأبيض وبالمخابرات وكذلك عدد من رؤساء الشركات الكبرى وكأنها كانت الامتحان الكبير له للموافقة عليه كملك المستقبل لثاني أكبر منتج نفط وأول احتياطي نفط في العالم، وعند استلام ترامب الحكم في أمريكا استدعى محمد بن سلمان ليتعرف عليه عن قرب ويعطيه الموافقة الأخيرة عليه. وقد استطاع ابن سلمان وضع اللمسات الأخيرة لإقناع الإدارة الأمريكية بأهليته بعد توقيعه اتفاقيات تعاون عسكري بين السعودية وأمريكا تعد الأكبر على مر التاريخ والتي بلغت 460 مليار دولار والتي صرح بعدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته للسعودية في شهر أيار الماضي بأن هذه الصفقات ستجلب الآلاف بل الملايين من فرص العمل للأمريكيين.

 

وبذلك أعطى ترامب الموافقة على اعتلاء ابن سلمان سدة الحكم في السعودية، فلا يهم أمريكا أن يكون عميلها قليل الخبرة متهوراً، بل ما يهمها هو أن يكون محافظا على مصالحها.

 

رغم أن هذا التغيير كان متوقعا، إلا أنه يثبت مدى خيانة حكام بلاد المسلمين وعمالتهم لدول الغرب المستعمر وأنهم لا يستطيعون أن يحركوا ساكنا دون أخذ الإذن منهم، وكيف أنهم سخروا مقدرات بلادهم وثرواتها لخدمة أعدائها وباعوا شعوبهم ودينهم بعرض من الدنيا قليل.

 

 جاء هذا الانقلاب الأبيض والناعم كما سماه الكثيرون في الشرق والغرب ليمهد الطريق بأن يصبح محمد بن سلمان ملك السعودية، وذلك ربما بتنازل الملك سلمان، وظهر ذلك في تعديل الفقرة (ب) من المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم لتكون بالنص الآتي: “يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ. ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملكاً وولياً للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس”.

 

وبهذا التعديل يطمئن الملك سلمان كذلك أحفاد الملك عبد العزيز، فيخفف من معارضتهم.

 

وأخيرا وبوصول محمد بن سلمان لسدة الحكم تكون بداية النهاية لحكم آل سعود في بلاد الحرمين الشريفين.

 

عن أبي سعيد عن النبي ﷺ قال: «لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرِهِ، أَلَا وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ غَدْرًا مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ». رواه مسلم

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد العزيز بن مساعد – بلاد الحرمين الشريفين

 

 

2017_06_26_TLK_3_OK.pdf