Take a fresh look at your lifestyle.

في الطريق إلى الحرمين الشريفين

 

في الطريق إلى الحرمين الشريفين

 

 

 

الخبر:

 

أعلنت وزارة الداخلية السعودية تفاصيل العمليات الأمنية المتزامنة التي نفَّذتها صباح يوم الجمعة (الثالث والعشرين من حزيران 2017م) في مكة المكرمة ومحافظة جدة، وأسفرت عن إحباط محاولة إرهابية تستهدف الحرم المكي الشريف، وقالت الوزارة في بيانها إن قوات الأمن أحبطت عملاً إرهابيًّا وشيكًا استهدف المسجد الحرام ومرتاديه، وقبضت على ٥ من العناصر الإرهابية بينهم امرأة، ولفتت الوزارة إلى أن قوات الأمن حاصرت منزلاً يوجد فيه انتحاري، فبادر إلى تفجير نفسه؛ ما عرَّض المبنى للانهيار، وتسبَّب في إصابة ستة وافدين وخمسة رجال أمن بإصابات طفيفة.

 

التعليق:

 

لم يعد خافيًا على الصغير قبل الكبير أن هذه العلميات التي تعلن عنها الحكومات العميلة في العالم الإسلامي (في باكستان والسعودية والعراق ومصر… وغيرها)، والعمليات التي تعلن عنها الحكومات الغربية (في لندن وباريس وبرلين… وغيرها)، لم يعد خافيًا على أحد أن هذه الأعمال هي من بنات أفكار وتمثيل الأجهزة الأمنية لتلك الدول، والسؤال الذي يجب أن يُسأل دائمًا هو ما هو هدف تلك الحكومات من تنفيذ هذه العمليات التي تتزامن دائمًا مع حدث سياسي؟ فالحكومات تريد توظيف هذه العلميات لخدمة تلك الأحداث السياسية، ولا يصدق أحد أن من يقف وراء هذه العمليات الإجرامية “الهوليودية” مسلم مهما كان مذهبه ومهما كان انتماؤه الحركي، وخصوصًا عندما تستهدف العملية مسلمين، في أسواق باكستان أو بغداد… علاوة على استهدافه الحرم المكي وهو أكثر الأماكن قدسية للمسلمين في جميع أنحاء العالم، مع اختلاف مذاهبهم.

 

لقد كان لي شرف أداء العمرة في العشر الأواخر من رمضان – أدعو الله أن تكون عمرة مقبولة وذنبًا مغفورًا وسعيًا مشكورًا -، وقد كانت لي ملاحظات، بل ولكل من تحدثت معهم، أن الحكومة السعودية والقائمين على خدمة الحرمين الشريفين يتعمدون إهمال الحرم المكي وزواره من مختلف بقاع الأرض، إهمال رعاية الحرم المكي وساحاته التي عجزت عن استيعاب المعتمرين والذين جاءوا لقيام الليل، وخنق الحرم المكي بالفنادق الغربية والبنايات الشاهقة، مثل بناء برج الساعة الذي أُريد له أن يكون أعلى وأضخم من الحرم نفسه، ومن القصر الملكي الذي يغلق جهة كاملة للحرم ما يمنع من توسيع الحرم بالشكل الدائري الصحيح وليس كما هي عليه مشاريع التوسعة من جهة واحدة، وحتى هذه التوسعات القائمة فهي أشغال لا تنتهي، تسير ببطء شديد، القصد منه عدم إتمامه والتضييق على المارة من المصلين والمعتمرين لإيهامهم بأن “خادم الحرمين” دائم العمل لتوسعة الحرم، إضافة الى ذلك المعاملة الفظة التي يعامل فيها ضباط الحدود والأمن المعتمرين والتكبر عليهم، حتى إننا انتظرنا دورنا لأكثر من 12 ساعة عند الحدود لتختيم الجوازات وأخذ البصمات والصور، من قبل ضابطين أو أربعة كحد أقصى قائمين على إجراءات دخول بلاد الحرمين يعاملون الوافدين كأنهم مجرمون أو دخلاء غير مرغوب فيهم…

 

كل هذه الملاحظات وغيرها جعلتني أجزم بأن الرسالة التي تريد حكومة آل سعود إرسالها إلى الأمة هي أن الحرمين ملك أبيها ولا تريد لأحد القدوم إليهما، واستغلت حادثة التفجير هذه حتى تبرر للناس سبب جلافتها مع زوار بيت الله الحرام والتأكيد على ضرورة وقوفها مع حلف الصليب الذي يشن حملاته ضد الإسلام والمسلمين في العالم، حتى وصلت الحملة إلى أعتاب الحرم المكي الشريف. ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – باكستان

2017_06_29_TLK_1_OK.pdf