Take a fresh look at your lifestyle.

الهجمات الحمضية تنشر الذعر في لندن (مترجم)

 

الهجمات الحمضية تنشر الذعر في لندن

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

شهدت لندن موجة من الذعر في الليلة الماضية، وتابعت وسائل الإعلام القصة باهتمام كبير، ففي صحيفة (سي إن إن): “هجمات لندن الحمضية: تم الاعتداء على خمسة رجال واعتقال اثنين”، وفي مجلة (تايم): “الهجمات الحمضية باتت تمثل اتجاهاً جنائياً مروعاً في المملكة المتحدة”، وفي (واشنطن بوست): “إن الهجوم الحمضي على لندن هو جزء من الاتجاه الهمجي المحبط”. وقعت هذه الهجمات وكان بين الواحدة والأخرى 70 دقيقة ويتوقع أن تكون مرتبطة ببعضها.

 

التعليق:

 

لقد تزايد الذعر في السنوات الأخيرة مع ازدياد الهجمات بالأحماض الحارقة على الأبرياء في لندن، حيث كان هناك 166 هجوماً عام 2014، وارتفعت إلى 261 عام 2015، وأصبحت 454 عام 2016. كما توفي شخص واحد وأصيب 37 شخصاً بجراح خطرة هذا العام نتيجة لهذه الهجمات، وطرح ستيفن تيمس عضو البرلمان قضية للنقاش البرلماني العاجل في الأسبوع المقبل، حيث قال: “إن الكثير من الناس يخشون من أن يصبحوا الضحية وعلى الوزراء أن يتصرفوا”، ومع ذلك مهما كانت الإجراءات التي سيتخذها الوزراء فلن يستطيعوا التعامل مع سبب هذه المشكلة.

 

إن وسائل الإعلام تعتبر أن هذه الهجمات هي مشكلة تشريعية، حيث تعرضها من ثلاث زوايا؛ الأولى هي إمكانية الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن سن المساءلة القانونية للوصول للأحماض، حيث أصبح من السهل جداً الوصول إليها لأن العديد من مواد التنظيف والمبيضات المنزلية الشائعة تحتوي على حمض الكبريتيك الحارق. والثانية هي التفاوت في القوانين المتعلقة بحمل الأسلحة الهجومية؛ حيث إن حيازة السكاكين غير قانونية في حين إن امتلاك الحمض قانوني. أما الزاوية الثالثة فهي أن العقوبة المترتبة على ارتكاب هجوم باستخدام الحمض هي أقل من عقوبة الهجوم بالسكين. إن معالجة هذه القضايا قد تحد من الهجمات الحمضية. ولكن نظراً لكون مستوى العنف الإجرامي في المجتمعات الغربية غير متحكم به، فإن النقاش البرلماني المقبل لن يحقق السلام الذي تشتد الحاجة إليه في شوارع لندن.

 

ومن وجهة نظر تشريعية فإنه لا يتم التعامل مع الجرائم بجدية في المجتمعات الغربية ليتم ردع المهاجمين المحتملين، وعلى خلاف النظام الإسلامي في التشريع حيث لا يمكن للمجرمين تعويض ضحاياهم عن جرائمهم، ومع ذلك فإن القانون لا يمثل القصة كاملة.

 

لطالما وُجدت الجريمة في المجتمعات البشرية ولكن الإفراط في الجرائم يعتبر مؤشراً للمشاكل في النظام، وعندما يعيش الناس تحت الذعر من جيرانهم فهناك شيء خاطئ، وطالما أن معظم ضحايا الجرائم هم من الفقراء فإنه لن يتغير أي شيء للأفضل؛ حيث إن عدد الفقراء في ازدياد ووجود المبدأ الرأسمالي هما السبب في ذلك. وعلاوة على ذلك يفتقر النظام الرأسمالي إلى الأساس الفكري للتغلب على عزلة أولئك الذين يعانون من التفاوت بين الأغنياء والفقراء.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور عبد الله روبين

2017_07_18_TLK_1_OK.pdf