Take a fresh look at your lifestyle.

قطع رؤوس البيادق وهزيمتهم لن يكون ممكنا إلا بخلافة راشدة (مترجم)

 

قطع رؤوس البيادق وهزيمتهم لن يكون ممكنا إلا بخلافة راشدة

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في الذكرى السنوية لمحاولة انقلاب 15 تموز/يوليو 2016، نظمت حفلات تذكارية في مختلف مدن تركيا. وقال الرئيس رجب طيب أردوغان في خطابه من على “جسر شهداء 15 تموز”: “لا يمكننا هزيمة الملكة أو الملك أو الشيوخ دون هزيمة البيادق، والفرسان، والقلاع. أولا، سنقطع رؤوس هؤلاء الخونة”. (بي بي سي)

 

التعليق:

 

مرت سنة بالضبط على محاولة الانقلاب في 15 تموز/ يوليو. وحتى الآن لم يُنتهى من إي إجراء قضائي من شأنه أن يعاقب أيا من البيادق، ناهيك عن أي من أولئك المسؤولين حقا عن محاولة الانقلاب. وحتى في ظل الصراع ضد البيادق “اختلطت آثار الحوافر بآثار أقدام الكلاب”. (ما يعني عدم القدرة على تمييز الخير والشر) فهم عندما وصلوا في (القضاء) إلى الطبقة الدنيا ممن لهم شأن في الانقلاب، لم يتمكنوا من الوصول إلى الطبقة الهرمية، الطبقة السياسية! سعى النظام إلى إرهاب العديد من طبقات المجتمع تحت ذريعة “فيتو”. وأصبح الناس، الذين عرفت معارضتهم لـ”فيتو” لسنوات، ضحايا بتهم تتعلق بـ”فيتو”. تأخر تحقيق العدالة، تحت مبرر “عذر التفاحة الفاسدة” وبأن الأصل أن يكون الأمر معياريا.

 

من جديد خلال العام الفائت، وُجدت الجماعات الإسلامية التي اتهمت زورا بصلات بـ”فيتو” مذنبة. ولم تتخذ ولا خطوة واحدة فيما يتعلق بهم. وعلى العكس، فقد أبقيت القضايا غير القانونية التي تنسب الجماعات الإسلامية لـ”فيتو”. أما الكادر، فقد بُرئ من ارتباطه بـ”فيتو”، وأعيد تنصيبه، واستأنف معركته ضد الإسلام.

 

لذلك فإننا نتساءل، إذا كان هؤلاء الذين وضعتَ يدك عليهم هم البيادق حقا، فمن يكون الحجارة، والأفيال، والملكات والملك؟ متى ستكشفهم على الملأ؟ وإذا لم تكن قادرا على معاقبة البيادق خلال عام كامل، فكيف ومتى ستعاقب الحجارة والأفيال والملكات والملك؟ وأي أجندة ستحصل عندما يأتي دورهم؟ أم أنهم سيغرقون في غياهب النسيان؟!

 

وخلال هذه الأحداث، صرح الرئيس أردوغان بما يلي: “هنالك العديد من الأعداء بانتظارنا، الذين لن يمنحونا يوما واحدا للعيش… وإذا ما كشفنا أسماءهم الواحد تلو الآخر، فسنواجه أزمة دولية خطيرة جدا”. وإذا ما كانت هذه العناصر، مثل “فيتو” وحزب العمال الكردستاني، وحزب الاتحاد الديمقراطي، الذين تحاربهم الدولة هم البيادق، فإن الحجارة والأفيال والملكات والملكة، الذين قيل إنهم يسببون أزمة دولية، هم أمريكا والاتحاد الأوروبي والناتو وروسيا، وكيان يهود وجميع أعداء الأمة من الكفار.

 

والسؤال المطروح هو: هل هؤلاء الأعداء ينتظرون الدخول واقفين على الباب، أم أنهم في ضيافتنا في بيتنا؟ إن عملاءهم وسفراءهم وقناصلهم وشركاتهم وقواعدهم ومرافئهم ومطاراتهم على ترابنا، وإن دساتيرهم وقوانينهم مطبقة في كل هيئة حكومية بل أنظمتهم ومفاهيمهم ومعاييرهم وفي الواقع كل ما ينبع منهم… لماذا يمكن لمثل هؤلاء أن يوجَدوا على أرضنا في بلادنا؟ لماذا يصرون على إقناع الناس بمفاهيم كالديمقراطية والعلمانية والرئاسة التي تنبثق عن عقيدتهم؟ لماذا تصادقونهم، وتعقدون اتفاقات معهم، وتسعون لتنفيذ خططهم؟ وكيف إذن يمكنهم أن يثقوا بكم إلى هذه الدرجة، ويعقدون اتفاقات معكم؟ على الرغم من أن الأسئلة بـ” كيف” كثيرة، لكن هل هم فعلا ينتظرون عند الباب أم أنهم يتصرفون وكأنهم ضيوف بل مضيفون؟!

 

إن المسلمين، الذين كانوا ضد الانقلاب، والذين رأوا البيادق الحقيقيين والمتآمرين من خلفهم، أوقفوا الانقلاب بأموالهم وأنفسهم، ودفعوا ثمن ذلك. وقال الرئيس أردوغان خلال كلمته لأسر أولئك الذين دفعوا هذا الثمن: “ما حدث لنا هو ذاته ما حدث في سوريا والعراق وفلسطين ومصر، والآن سنقف معهم”. لم نقف مع سوريا! وسقطت حلب! قُسمت الجماعات المعارضة! وبعد الانقلاب توصلت تركيا لاتفاق مع روسيا المعادية للإسلام، وأصبحت حليفا لها وتعاونت مع روسيا في سوريا. والآن تخطط لدخول إدلب مع روسيا!

 

ولم نقف مع فلسطين! أسقطت المحاكم قضية مافي مرمرة عبر الإرادة السياسية! ووجدت السلطات الشهداء والمحاربين القدامى مذنبين، في حين بررت لدولة الإرهاب! ومن جديد بقيت غزة دون طاقة كهربائية، وقصفت خلال شهر رمضان. احتل المسجد الأقصى، وذبح المسلمون في ساحاته. وقامت دولة الإرهاب بحظر الدخول إلى المسجد الأقصى وثبتت أبواباً بأشعة سينية عند مداخله. أصبحت تركيا صديقة الدولة الإرهابية! قُدمت العروض، وزيارات حسن النوايا تمت، وأرسل الوزراء، وتم الترحيب بممثلي كيان يهود القاتل المجرم باحتفالات خاصة بهم في القصر.

 

ولم نقف مع العراق! تحولت إلى خراب ودمار على يد قوات التحالف العراقية والقوات الإيرانية الإرهابية. أصابت معظم الأسلحة الثقيلة المدنيين. وامتلأ نهر دجلة بجثث المسلمين غير المعبوء بهم.

 

وَعَدْتَ بأن تمنع وقوع الانقلاب في غياهب النسيان، ولكنك حافظت على علاقاتك مع أمريكا التي زعمت أنها كانت وراء الانقلاب! وأرسلت طنا من الملفات، لكن صديقتك وحليفتك، الشيطان الأكبر، لم تعبأ بأي من ذلك حتى! بل وفوق ذلك كله، وفرت الأسلحة لحزب العمال الكردستاني – حزب الاتحاد الديمقراطي، والذي قتل ألفي شخص من شعبنا خلال العامين الماضيين، بل وتعاونت معه، ومع ذلك حافظت على علاقاتك معها!

 

وفي الذكرى السنوية للانقلاب، أرسلتَ رئيس الأركان، الذي اختطف ليلة محاولة الانقلاب، إلى الذكرى السنوية لملكة بريطانيا، التي تقف وراء الانقلاب. لقد وافقت، وتوافقت مع العلمانيين، الذين دعموا الانقلاب، بل وكلفتهم بمهام جديدة من جديد، ودفعت لهم تعويضات كبيرة!

لقد عملت على تكريس الديمقراطية والعلمانية والوطنية، وحصنت مكانتك! ومع ذلك لم تتقدم ولا خطوة واحدة باسم المسلمين الذين وقفوا بثبات ضد الانقلاب! حتى إنك أسأت استخدام العقاب (مع المرتكبين)، الذي كان يهدف إلى تبريد قلوبهم، وجعلت منه أداة سياسية! حافظت، بل واصلت علاقاتك الودية مع أولئك الذين وقفوا وراء الانقلاب! لقد تركت سوريا والعراق وفلسطين ومصر، هذه البلاد التي وقفت معنا ضد الانقلاب، تركتها تترنح، وشعوب هذه البلاد من المسلمين!

 

إن قطع رؤوس البيادق، وصولا إلى القلاع وهزيمتهم لا يمكن أن يكون إلا بإخلاص خالص لله تعالى، وتطبيق وحي الله في خلافة راشدة على منهاج النبوة. وإذا ما كنت تريد معاقبة أولئك الذين يستحقون العقاب، وإذا ما كنت ترغب في منع لعنات عظيمة تحل بك في الدنيا والآخرة، فتمسك بحبل الله، وثق بالمسلمين، وكافح من أجل إقامة الخلافة الراشدة الثانية. وإلا فإن هؤلاء الأعداء، الذين تعتقد أنهم يتربصون بك خلف الباب، سيضربونك بانقلاب ضدك، وسيكون ذلك خاتمة أعمالك التي ستثقل ظهرك في الآخرة…

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

موسى باي أوغلو

2017_07_24_TLK_2_OK.pdf