Take a fresh look at your lifestyle.

هل شبكة الجزيرة هي كبش فداء مصداقيتها المزعومة؟

 

هل شبكة الجزيرة هي كبش فداء مصداقيتها المزعومة؟

 

 

 

الخبر:

 

الجزيرة نت- تعقد الدول الأربع المحاصرة لدولة قطر اجتماعا في العاصمة البحرينية المنامة يومي السبت والأحد القادمين، وهو الاجتماع الثاني بعد اجتماع القاهرة في الخامس من الشهر الجاري. وقالت الخارجية المصرية في بيان إن الاجتماع يهدف لتقييم مدى التزام الدوحة بالتوقف عن دعم ما سماه البيان بالإرهاب والتدخل السلبي في الشؤون الداخلية للدول الأربع. وأضافت أن مشاركة وزير الخارجية المصري تأتي في إطار تنسيق مواقف وزراء خارجية الدول الأربع خلال اجتماع القاهرة، وعقد اجتماع تشاوري لاحق في البحرين نهاية الشهر الجاري. وعقد الاجتماع الأول بين الدول المقاطعة بالقاهرة يوم 5 تموز/يوليو الجاري، وأسفر عن توجيه تحذيرات لقطر، دون تبني خطوات تصعيدية واضحة ضدها. وفي 5 حزيران/يونيو الماضي، بدأت الأزمة الخليجية حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها حصارا لاتهامها بـ”دعم الإرهاب”، وهو ما نفته قطر. وفي 22 حزيران/يونيو الماضي، قدمت الدول الأربع لقطر قائمة تضم 13 مطلبا لإعادة العلاقات مع الدوحة، من بينها إغلاق قناة الجزيرة، وأمهلتها عشرة أيام لتنفيذها. ولاقت المطالب رفضا من الدوحة التي قالت إنها “ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ”.

 

التعليق:

 

كون الجزيرة شوكة في عين أمريكا وعملائها من حكام المسلمين من مثل السعودية ومصر أمر لا جدال حوله، وكون الجزيرة تمسك العصا من المنتصف بين الشعوب والحكام أمر ظاهر للعيان، أما أنها تناصر قضايا الأمة وتعبر عن همومها وآلامها وآمالها، فهذا فيه الكثير من الادعاء والبعد عن الحقيقة، ولتبيان ذلك نستعرض بعض النقاط في نشاط وواقع وتاريخ الجزيرة.

 

أولاً، الجزيرة لم تُنشأ من قبل حاكم مستقل ذو إرادة حرة، بل أنشأتها دولة أو دويلة مثلها مثل مشيخات الخليج كلها، خطتها يد إنجلترا وفرنسا وأوغلت في قصقصتها حتى باتت كل قرية مشيخة أو إمارة أو سلطنة، لا قيمة لها لا من حيث القوة ولا من حيث السيادة، ومن يتتبع خرائط هذه الدويلات في الجزيرة العربية يرى العجب العجاب، وأحياناً لا يتمالك نفسه من الضحك رغم أنه موقف البكاء والألم، على منطقة تلاعب بها الكفار ثم تابع مؤامراتهم وسهر على استمراريتها حفنة من الأنذال وشذاذ الأفاق صاروا بإرادة الغرب حكامها!

 

ثانياً، لا تهاجم الجزيرة بشراسة إلا من يسير في المخطط الأمريكي، لأن بلد المنشأ للجزيرة هي قطر، وقطر هذه حالها حال الإمارات والبحرين وعُمان والكويت، مملوكة كلها من بابها لمحرابها، ما فوق الأرض وما تحتها للعرش الملكي الإنجليزي الذي يؤرقه تلاعب أمريكا بعملائها ومحاولتها – أي أمريكا – تغيير عمالتهم لها أو الضغط عليهم ليسيروا في ركابها.

 

ثالثاً، من يزعم أن الجزيرة تقف مع قضايا الشعوب العربية والشعوب المظلومة نسأله، هل سمعت في تاريخ الجزيرة أنها قامت بحملة نصرة للقضية المصيرية للأمة الإسلامية ألا وهي إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة؟ التي رفرفت راياتها فوق الجزيرة العربية لأكثر من ثلاثة عشر قرناً والتي تتوق الأمة كلها لعودتها كي تحرر شعوبها وأرضها من طغيان الغرب؟ الجواب: بالطبع لا! إذن ما هي القضايا التي تتبناها الجزيرة والتي هي من قضايا الأمة؟ لا شيء أبداً.

 

معروف أنها لم تتحرك لتغطية الربيع العربي إلا إما لركوب الموجة أو للنيل من عملاء أمريكا أو لإفساد توجهات الثورات، ففي سوريا مثلاً عرفنا وعشنا هروب كاميرات الجزيرة من التظاهرات التي ترفع رايات الإسلام والتي تنادي بالحكم بما أنزل الله، ولم يحدث أن تقصّدوا تغطية مثل هذه المظاهرات إلا إن أُقحموا فيها أو إن تورطوا دون أن يعرفوا، وسرعان ما يقطعون النقل أو لا يكررون بثها في نشراتهم الإخبارية التالية، وما أضحوكة إصرار الجزيرة على “أن تظاهرات الشام خرجت تنادي بالحرية والديمقراطية” بغائبة عن أذهاننا والتي كنا نتندر حولها في الداخل لخلو اللافتات المرفوعة من أي ذكر للديمقراطية أو ما له علاقة بهذه الكلمة الأعجمية التي يكاد دعاتها من عملاء أمريكا في الحشد الشعبي المسمى بقوات سوريا الديمقراطية لا يتمكنون من نطق كلمة الديمقراطية نطقاً سوياً!

 

نعم إن محاولة إظهار أن الجزيرة كبش فداء في موضوع الحصار المفروض على قطر والذي هو صراع إنجلوأمريكي أدواته عملاؤهم سواء في قطر أو السعودية أو مصر، هو ما تهدف إليه إنجلترا ولا يضير أمريكا بل إنها تتابع الجزيرة عن كثب وتعلم يقيناً أنها لن تتخطى الخطوط الحمراء التي تريدها من خلال حصار قطر، والمتتبع للجزيرة يلاحظ بوضوح أن الجزيرة انكفأت إلى أبعد من هذه الخطوط الحمراء فبقيت ضمن خطوط حتى خضراء، فها هي تطبل وتزمر للنظام السوري بأن قواته استعادت البادية السورية، مع أن النظام نفسه لم يجرؤ على الحديث هذا لعلمه بأنها كذبة لا تُصدق، فلم يمر في تاريخ سوريا من استطاع وضع قواته في كل البادية! لكن الولاء والبراء تعلمته أيضاً الجزيرة كما تعلمه علماء السلاطين في أنحاء الجزيرة العربية الذين يرون الباطل فلا ينكرونه بل يأمرون به، ويرون المعروف فلا يدعون له بل ينكرونه، ولا حول ولا قوة إلا بالله القائل: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس هشام البابا

2017_07_30_TLK_3_OK.pdf