Take a fresh look at your lifestyle.

الثورة في سوريا أمام مفترق طرق مصيري

 

الثورة في سوريا أمام مفترق طرق مصيري

 

 

 

الخبر:

 

 نقلت قناة روسيا اليوم وقناة الجسر الفضائية أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أبلغ الهيئة العليا للمفاوضات أن الرئيس السوري الأسد باق. وأن على الهيئة الخروج برؤية جديدة وإلا ستبحث الدول عن حل لسوريا من غير المعارضة، منوها بأن الوقائع تؤكد أنه لم يعد ممكنا خروج الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، “وأننا يجب أن نبحث مدة بقائه في المرحلة الانتقالية وصلاحياته في تلك المرحلة”. (2017/8/6)

 

التعليق:

 

هذا الخبر يضع الثورة في سوريا على المحك: هل قامت طلبا لمرضاة الله وإعلاء كلمته أم قامت لتحقيق مآرب الدول الإقليمية، ومن ورائها القوى الدولية؟ وهذا يقود إلى تحديد “هدف الثورة وثوابتها”، وبالتالي معرفة من هو الصديق ومن هو العدو؟ وهل هدف الثورة بإسقاط النظام يعني كثرة الجدل والمماحكات عن مصير الأسد؟ أم هدف الثورة هو إحداث تغيير شكلي يتمثل في تغيير الأسد بوجه آخر حريص على مرضاة أمريكا من خلال تقديم الضمانات لها بحفظ مصالحها؟

 

أم أن الثورة تهدف إلى اسئتناف الحياة الإسلامية والذي لا يتم إلا على أنقاض المنظومة التي فرضها الاستعمار الغربي (بقيادة أوروبا أولا التي هدمت دولة الخلافة وأقصت الإسلام عن الواقع العملي في حياة المسلمين، ثم عملت أمريكا على وراثة الإرث الاستعماري بدعم الأنظمة الجبرية)؟ واستئناف الحياة الإسلامية كما يعني التطبيق الكامل لشرع الله في الداخل فإنه يعني الانطلاق في الأرض لتحرير البشرية من رجس الحضارة المادية المفلسة، وبالتالي فهذا يعني وحدة الأمة الإسلامية في الواقع المادي والذي يعكس وحدة إيمانها برب العالمين الذي شرفها بأن تكون خير أمة أخرجت للناس وائتمنها على حمل رسالة الإسلام الخالدة للبشر كافة، فيتحقق وعد الله على أصحاب الأيادي المتوضئة والسواعد المؤمنة التي تبذل الغالي والنفيس في سبيل الفوز بمرضاة الله.

 

نعم إنه ليس بخافٍ على أحد أن الدول “الداعمة”، من دول الخليج وتركيا أو غيرها، لم تهدف يوما من دعمها إلى تطبيق شرع الله، وهي الدول التي قامت على أساس تعطيل شرع الله ومحاربة الداعين لتطبيقه كما قامت على أساس خدمة مصالح الدول الغربية التي حمتها ومكنتها من البطش بالمسلمين.

 

وبالتالي فليس مفاجئا أبدا سلسلة أعمال الكيد ضد ثورة الشام التي قامت بها ولا تزال، ومن ذلك ما نقله موقع “زمان الوصل” عن “جورج صبرا” قوله: “لم يعد خافياً أن البعض بات يصر على بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، وحتى من داخل هيئة المفاوضات العليا هناك من يعتقد بإمكانية أن يبقى الأسد في المرحلة الانتقالية، أما المنصات الأخرى فهي لم تعد تخفي هذه المطالب”. فهذا يكشف أن المفاوضات تكاد تدور بين جناحين من أجنحة النظام لا أكثر. وليس هذا بالغريب بل هو المتوقع؛ وهذا يفرض على الثوار المخلصين تمييز الصفوف وتحديد العدو وعلى رأسه أمريكا التي تحرك أدواتها من الأنظمة وأدواتهم في الهيئة العليا للمفاوضات.

 

نعم إن ما يجري لا يعدو أن يكون تمحيصا للمؤمنين الصادقين الذين يعتصمون بحبل الله، وليس بحبل الاستعمار ولا بحبائل العملاء، وكلهم ثقة ويقين بتحقيق وعد الله، كما جرى مع الفئة القليلة المؤمنة التي صدقت ربها فصدقها بتحقيق وعده لها بالنصر والتمكين: ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾.

 

فندعو أهل الصدق والإيمان إلى نبذ الخونة ممن يزعمون أنهم ممثلو الثورة، وهم الذين يمثلون على الثورة، وأن ينفضّوا من حول العملاء وأن يعتصموا بحبل الله المتين والله ناصرهم ولو بعد حين ورغم أنف المنافقين والخائنين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور عثمان بخاش

مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

2017_08_12_TLK_4_OK.pdf