Take a fresh look at your lifestyle.

أمريكا تلعب بقضية صواريخ كوريا الشمالية (مترجم)

 

أمريكا تلعب بقضية صواريخ كوريا الشمالية

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

جاء عنوان “نيويورك تايمز” في 12 آب/ أغسطس 2017، “ترامب يدرس فرض عقوبات على الصين فيما يسعى إلى مساعدتها له في كوريا الشمالية” عقب ادعاء ترامب بأنه “إذا ساعدتنا الصين، سيكون شعوري مختلفا إلى حد كبير فيما يتعلق بالتجارة، مختلف جدا فيما يتعلق بالتجارة”.

 

التعليق:

 

خلال الأيام الماضية كانت أمريكا وكوريا الشمالية تهددان بعضهما بعضا، ولكن هذا أمر يحدث منذ عقود. غير أن تقارير الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن كوريا الشمالية لديها القدرة على إطلاق صاروخ نووي يمكنه الوصول إلى البر الرئيسي في أمريكا، وتتابع وسائل الإعلام في العالم وتنشر تقارير عن التصعيدات والتصريحات التي تنم عن التوتر ساعة بعد ساعة.

 

وكانت قيادة كوريا الشمالية قد هددت بأنه سيتم إطلاق 4 صواريخ متوسطة المدى في منتصف آب/أغسطس “من أجل صد قوات العدو عن القواعد العسكرية الكبرى في غوام، ولإرسال تحذيرات حاسمة لأمريكا” ومن الجدير ذكره أن عدد سكان غوام يبلغ 163 ألف نسمة، فيها أصول عسكرية أمريكية ضخمة.

 

وأعلن ترامب أنه “إذا كان [كيم جونغ أون] يوجه تهديدا واحدا، في شكل تهديد علني – وبالمناسبة، فقد كان لسنوات يتفوه بمثل ذلك، وكانت عائلته تتفوه بالشيء ذاته لسنوات – أو إذا فعل أي شيء فيما يتعلق بغوام، أو أي مكان آخر تابع للأراضي الأمريكية أو حليف أمريكي، فسوف يندم حقا، وسوف يندم سريعا”.

 

وبهذه التهديدات الخطيرة والاستفزازية من كلا الجانبين، قد يبدو غريبا أن ترامب يهدد أيضا الصين بعقوبات تجارية. ومن الواضح بأن أمريكا تطلب من الصين المساعدة فيما يتعلق بكوريا الشمالية، ولكنها تثير التوترات ومن ثَم تخفف من حدتها مع كوريا الشمالية منذ عقود، وتضغط على الصين في كل مرة دون نهاية واضحة في الأفق. وعلى الرغم من تأييد الصين للعقوبات التي تقودها أمريكا ضد كوريا الشمالية في مجلس الأمن الدولي، إلا أن ترامب يهدد الادعاءات الصينية فيما يتعلق بجزر سبراتلي الاستراتيجية، ويتهم الصين بالتلاعب في العملة وانتهاج ممارسات تجارية غير عادلة، كما يشرع في التحقيق في سرقة حقوق الطبع والنشر التي تسمح لأمريكا بتطبيق عقوبات تجارية. ويمارس كل هذا الضغط على الصين في الوقت الذي يعقد فيه الرئيس الصيني شي مؤتمرا حاسما للحزب ستتوقف عليه قيادته المستقبلية للصين، بيد أن الصين لا تهدد بإطلاق صواريخ على أرض غوام الأمريكية.

 

وتزعم أمريكا بأن الصين تدعم الاستفزازات الكورية الشمالية، ولكن إذا كان هذا صحيحا، فإن على الصين تحسين موقفها ولا بد من توسيع الضغوطات عندما تتعرض أمريكا للضغط، ولكن الضغوط على كوريا الشمالية دائما ما تضع الصين تحت الضغط وتتركها كطرف ضعيف. والآن نجحت أمريكا في وضع أنظمة مضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية واليابان على الرغم من مناشدات الصين المعارضة ورفضها القيام بذلك. لكن أمريكا تلعب لعبة خطيرة، وسيأتي يوم لن يكون فيه سهلا عليها خفض التوتر مع كوريا الشمالية كما كان الحال في الماضي، ومن الممكن أن تكون العواقب خطيرة مع تورط أمريكا في عدوانها النووي الثاني ضد بلد آسيوي.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبين

2017_08_17_TLK_2_OK.pdf