Take a fresh look at your lifestyle.

الجيل الجديد لحكومة آل سعود يصدع بالعلمانية

 

الجيل الجديد لحكومة آل سعود يصدع بالعلمانية

 

 

الخبر:

 

الجاسر: مشروع البحر الأحمر… نقلة سياحية عصرية برؤية عالمية. (عكاظ 2017/08/12)

 

التعليق:

 

ما يحدث في العالم من اعتداءات على المسلمين ونهب خيراتهم واحتلال أراضيهم وتدنيس مقدساتهم وتعدٍّ على حقوق الله وعباد الله لأمر يجعل المسلم يغار على دينه ويكون بإحساسه كالجسد الواحد مع إخوته المضطهدين يأمل بنصرتهم وردّ أذى الكافرين والكائدين عنهم.

 

إلا أننا نرى في قيادات بلاد الحرمين أن الأنفس والأموال تقدم في سبيل استجداء رضا أسيادهم والتفاني في السير على الخط الذي رسموه لهم، فهم يستغلون ثروات وأموال البلاد في بناء مشاريع وعمل خطط تستنزف الخيرات فيما يحقق لهم المنفعة والمردود المالي الذي يتنامى ويزداد ولا يدفع ثمنه جورا وظلما إلا المسلمون الذين يدعون أنهم سيحققون لهم العيش الكريم والحياة المترفة، عدا عن الفساد والتجاوزات الشرعية والأخلاقية التي ستتفشى وتنتشر نتيجة هذه الشواطئ التي ستقام على طراز منافٍ للأحكام الإسلامية والقيم والعادات للمجتمع في السعودية، وسيصبح نمط الحياة الذي كان لا يخلو من بعض القوانين التي تحافظ على بعض الأحكام الشرعية، وفي ظاهرها محافظة على العادات والتقاليد الاجتماعية، سيصبح صعباً التمسك بها والالتزام بها في ظل هكذا مشروع سيغير بشكل كبير نمط الحياة الاجتماعية لأهل الحرمين والذي بدأ بالاختلاط المحرم الذي سيكون أمرا بدهيا ومتاحا مع صناعة أجواء شواطئ غربية، ثم انطلاقا إلى السماح بدخول الخمور في الفنادق نزولا عند رغبة السياح الغربيين الأجانب التي لم يسبق أن سمح بدخولها إلى البلاد، وإعطاء المرأة الضوء الأخضر لارتداء الملابس العارية على الشواطئ بعيدا عن اللباس الشرعي الذي أمرها رب العباد بالالتزام به والذي ألزمتها به الحكومة في الحياة العامة…

 

أي تجاوزات على شرع الله هذه؟ وأي تجرؤ هذا الذي يحرم وقت ما يشاءون ويحل وقت ما يشاءون؟ لا شك بأن هذا المشروع سيكون وبالا على المسلمين في بلاد الحرمين وبداية الانحلال الأخلاقي وانسلاخ المجتمع عن الأحكام الشرعية وبداية الصدع بالنظام العلماني بشكل علني. ثم أين هم شيوخ بلاد الحرمين وأين علماؤهم ودعاتهم عن كلمة حق أمام سلطان جائر في مثل هذه القرارات الضالة المضلة التي لا ترضي الله ولا رسول الله ولا عباد الله؟!

 

من المؤسف حقا أن تصبح بلاد الحرمين التي تضم أطهر وأشرف بقاع الأرض وجهة سياحية لمن أراد أن يمارس انحطاطه وفحشه على الشواطئ، وستمهد لهم الدولة كافة سبل الراحة والسماح لهم بالدخول من غير تأشيرات، بينما كم من المشقة والعناء والتكلفة للتأشيرات التي يلزم بها الأفراد القادمون من خارج البلاد باحثين عن لقمة عيشهم؟! وكم من الصعوبات والعقبات التي يواجهها المسلمون في الداخل والخارج ليستطيع أداء فريضة الحج التي يقضي أكثر من نصف عمره في بعض البلدان ليصل للسن المسموح له به أن يكون حاجا زائرا لبيت الله الحرام، عدا عن التكاليف الباهظة التي تفرض على المسلمين باختلاف شرائحهم على حد سواء لتأمين تكاليف رحلة الحج؟!

 

إن بلاد الحرمين هي بلاد الله ورسوله، فيها الأرض المباركة المقدسة مكة المكرمة وفيها مدينة رسول الله أطهر بقاع الأرض التي نصرته وبايعته، منها انطلقت الدولة الإسلامية وبدأت الفتوحات الإسلامية، فكيف تكون شواطئ المجون والعري حول أكثر البلاد قدسية عند المسلمين؟!!

 

أليس من باب أولى صرف التفكير والأموال والأنفس فيما فيه إصلاح لأحوال المسلمين في بلاد الحرمين الذين يعانون من نسب عالية من البطالة ونسب أعلى من الفقر؟! أليس من باب أولى أن يعمل الفكر ويشغل التفكير لإعلاء كلمة الله والذود عن المسلمين وأعراضهم وأموالهم في القدس المحتلة وتجنيد الجيوش لتحرير مسرى رسول الله؟! أليست اليمن على حدود بلاد الحرمين وفيها من الويلات والفقر والعوز والأمراض والأوبئة ما يجعل من الأولويات تقديم العون لهم وتخليصهم من معاناتهم؟! أوليست أوضاع المسلمين في الشام الدامية تجعل المسلم لا يفكر ولا يملأ عقله ونفسه ولا يهنأ له عيش إلا بنصرتهم وإعانتهم على إعلاء كلمة الله؟! ألم يحن الوقت ليفك شيوخ وعلماء السلاطين السلاسل التي كبلت بها أفواههم وعقولهم وقلوبهم ليصدعوا بالحق ويوقفوا المد التغريبي الذي يكاد يهوي بالبلاد والعباد؟!

 

كل هذه الأحداث المؤسفة والمؤلمة وغيرها مما يحل بالإسلام والمسلمين وحكام آل سعود عيونهم شاخصة للكراسي والمناصب وقلوبهم خاشعة لأسيادهم وأوامرهم في أمريكا والغرب، فهم كمن قال عنهم الله تعالى ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ﴾. فهم يمكرون بالإسلام أشد المكر ولكنهم لا يعلمون أن الله أشد منهم مكراً وسيمحق الكافرين وأعوانهم وكل من والاهم ويعيد للإسلام نوره وضياءه الذي سيحمل رايته خليفة المسلمين مهتديا بكتاب الله وسنة رسوله rوليس ذلك ببعيد بإذن الله.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ليلى العامرية – بلاد الحرمين الشريفين

2017_08_17_TLK_3_OK.pdf