Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – الاستعاذة من شياطين الحكام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

الاستعاذة من شياطين الحكام

   

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عن عَدِيّ بْن ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ، رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا، فَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى انْتَفَخَ وَجْهُهُ وَتَغَيَّرَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِي يَجِدُ» فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ» فَقَالَ: أَتُرَى بِي بَأْسٌ، أَمَجْنُونٌ أَنَا، اذْهَبْ. رواه البخاري.

   إن الغضب خلق ذميم وداء يصيب الإنسان، فهو نزعة من نزعات الشيطان حذرنا الإسلام من الوقوع فيه، ذلك لأنه يفقد الإنسان توازنه ويخرجه عن طوره، فلا يدري ما يقول أو ما يفعل، لذلك ذمّه الإسلام ونهى عنه في الكثير من أحكامه، بل ووضع علاجا لمن وقع فيه، ومن هذا العلاج الاستعاذة بالله من الشيطان، وكما في هذا الحديث، يكفي أن تقول: “أعَوذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرجيم”، فأنت تسلم أمرك كلَّه لله، ومن لجأ إلى الله وسلم أمره إليه أعانه وهدّأ من روعه وأرضاه، نعم هذا علاج من يغضب.

 

أيها المسلمون:

 

   كيف تحولت عبارة الاستعاذة فأصبحت: “أعوذ بالله من رويبضات الحكام”؟ أعوذ بالله من الحكام الشياطين؟ نعم، هذا ما حدث، فكما يتعوذ المسلم بالله من الشيطان الرجيم، فهو أيضا يتعوذ من حكام المسلمين، فما من مصيبة تحدث في هذا الكون الذي يعيشون فيه إلا والحكام العملاء سببها، وما من غضب أصاب مسلماً في هذا الكون إلا والحكام سبب هذا الغضب، هذه حقيقة أصبحت ماثلة أمام أعيننا، لا ينكرها إلا خائن أو منتفع، فأينما نظرت على خريطة الأمة السياسية وجدت الأمة في أقطارها يُصب عليها القهر صبا، تموت جوعا وسجنا وكمدا وقهرا، حكام باعوا شعوبهم والثمن مؤجّل، رهنوا البلاد والعباد للكافر المستعمر، حتى أصبح حال المسلم في هذه الأيام ينطق به قول الشاعر:

 

أبكي على جروح أمة     لا تجد من يداويها

أبكي على أمة أُسودٍ     تحكمت النعاج فيها

أمة استأمنت ذئباً       وصدقت أنه حاميها

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم