Take a fresh look at your lifestyle.

في نجد والحجاز البلاد والعباد “في المزاد”

 

في نجد والحجاز البلاد والعباد “في المزاد”

 

 

 

الخبر:

 

جاء في موقع صحيفة عكاظ السعودية يوم السبت، 2018/8/26م خبر في صفحة الاقتصاد بعنوان (بعد السماح بتملك الأجانب في التعليم والصحة بنسبة 100%، السعودية تسير بخطوات متسارعة نحو الخصخصة وكسر الاحتكار) جاء فيه:

 

“يترقب خبراء اقتصاديون نقلة نوعية في الخدمات الصحية والتعليمية بعد السماح بتملك الأجانب في هذين القطاعين بنسبة 100%، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها الوزارتان (الصحة والتعليم) باعتبارهما أكثر الوزارات أهمية في حياة المواطن.

 

وبرغم أن ميزانية وزارة الصحة تتجاوز 60 مليار ريال، إلا أن القطاع يواجه إشكالات تتعلق بمحدودية المستشفيات المرجعية، وضعف الخدمات، وينطبق الأمر كذلك على وزارة التعليم التي تبلغ ميزانيتها 191 مليار ريال، ولكنها تواجه تحديات تتعلق بتأخر إنجاز المشاريع، وضعف المخرجات.

 

وتعليقا على السماح بتملك المستثمرين الأجانب في قطاعي الصحة والتعليم بشكل كامل، أكد عضو مجلس الشورى الدكتور عبد الإله ساعاتي لـ«عكاظ» أن هذا يأتي في إطار خطة الدولة لدعم الخصخصة، ورفع كفاءة الأداء وحل المشكلات المزمنة التي تواجهها الوزارة، وأشار إلى أن هذين القطاعين من أكثر القطاعات التي تواجه تحديات مزمنة، لارتباطهما بصحة وتعليم المواطن. وأشاد ساعاتي بقرار السماح للشركات الهندسية الأجنبية العمل في السوق السعودية بنسبة تملك كاملة، ما سينعكس عنه رفع كفاءة القطاع في سوق يبلغ حجمه تريلوني ريال، مؤكدا أن السماح للمستثمرين الأجانب التملك بنسبة 100% في قطاعات الجملة والتجزئة، حَدّ السياسات الاحتكارية التي يعاني منها المستهلك، المؤدية إلى ارتفاع الأسعار مقارنة بالأسواق المجاورة.”.

 

التعليق:

 

هكذا وبكل وضوح تظهر ما يسمى دولة السعودية حجم الفساد والفشل اللذين وصلتْ إليهما، فتقيم الحجة على نفسها بالفساد والفشل من أعلى رأس في السلطة إلى أخمص قدميها فتبيع ما تعتبرهما من أهم القطاعات في حياة رعاياها: الصحة والتعليم بثمن بخس دراهم معدودة، وهي الدولة النفطية التي تملك احتياطيات هائلة منه لا لشيء إلا لتحوز الأسرة الحاكمة وعلى رأسها الملك وابنه مزيدا من الأموال التي تنفقها في حياة الترف والبذخ التي لم تعد بحاجة إلى تدليل على وجودها عند هؤلاء.

 

فحكام نجد والحجاز بهذا العمل وهو السير نحو خصخصة قطاعات الدولة، يظهرون حجم التقصير في رعاية شؤون الناس والاهتمام بمصالحهم وفوق هذا وذاك يجعلون خيرات البلد نهبا للكفار من الأمريكان والأوروبيين وغيرهما ويجعلون الكفار أصحاب القرار السيادي في بلاد المسلمين، فما من دولة رأسمالية تستثمر في دولة أخرى إلا من أجل أن تحقق مصالحها الذاتية، فلا يوجد عند هذه الدول حرص على أبناء المسلمين ورفع مستواهم الصحي والتعليمي، فلك أن تتخيل ما هي المناهج التي سوف تحرص عليها هذه الدول لتحشو بها عقول أبناء المسلمين. بالقطع لن تكون مبنية على العقيدة الإسلامية ولا موافقة للأحكام الشرعية بل على العكس من ذلك تماما…

 

فبماذا تفاخر إذا الأسرة الحاكمة في بلاد نجد والحجاز؟! وهي تقر بفشلها وعدم قدرتها على الإصلاح إلا إذا جعلت من يتولى الإصلاح – هذا إن كانوا يعبؤون به أصلا أو يقرون بعجزهم وفشلهم – الأجنبي وكأن بلاد المسلمين وخاصة نجد والحجاز قد خلت من العلماء في كافة المجالات القادرين على التغيير الجذري وليس مجرد الإصلاح الجزئي أو الترقيعي! وهذا التوجه يظهر استخفاف آل سعود بالمسلمين في بلاد نجد والحجاز وأنهم ينظرون إليهم نظرة احتقار في حين ينظرون إلى الأجنبي نظرة احترام ووقار، ولعمري لقد صدق فيهم قول رسول الله r: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» رواه البخاري

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بسام المقدسي – فلسطين

2017_08_28_TLK_3_OK.pdf