Take a fresh look at your lifestyle.

الحل في تغيير النظام الرأسمالي الفاسد لا في التحوير الوزاري

 

الحل في تغيير النظام الرأسمالي الفاسد لا في التحوير الوزاري

 

 

 

الخبر:

 

من المنتظر أن يعلن رئيس الحكومة في تونس يوسف الشاهد عن التحوير الوزاري بعد عيد الأضحى أي مع موفي الأسبوع الأول من شهر أيلول/سبتمبر القادم.

 

ويأتي هذا التأجيل بعد التشاور مع رئيس الجمهورية والتباحث في شكل التحوير إذا ما كان متكاملا وسيشمل كافة الوزارات الشاغرة ووزارات أخرى أو سد للشغور، حسب ما أوردته موزاييك أف أم.

 

التعليق:

 

لم تمر على حكومة يوسف الشاهد أو كما يحلو للبعض تسميتها، ترفيعًا من شأنها ونفخًا في صورتها، حكومة الوحدة الوطنية، لم تمر عليها إلاّ سنة وبعض الأيام من العبث السياسي حيث شهدت في هذه الفترة القصيرة تحويرين وزاريين، واليوم يستعد رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية بالقيام بالتحوير الثالث.

 

مسرحية أخرى من مسرحيات التغيير الوزاري، سيئة السيناريو ضعيفة الإخراج، تعمل ما في وسعها لاحتواء التذمر وتنفيس الاحتقان جراء الأوضاع المتردية اقتصادياً وإنسانيًا وسياسياً.

 

مسرحية تخفي من ورائها عجز النظام الرأسمالي الحاكم فكريًا وسياسيًا، وفشله في إيجاد المعالجات الحقيقية لمشاكل الناس من بطالة وتدهور في القدرة الشرائية وانعدام الرعاية الصحية… إلى آخره من المشاكل المعيشية اليومية.

 

إن مثل هذا التغيير لا يمكن ولا بأي حال أن يحقق أية حلول فعالة تيسر على الناس حياتهم وتخفف معاناتهم. فالمتتبع الواعي المدرك لحقيقة تلك الحكومات، يدرك أن هذا التحوير هو لخداع الناس وإيهامهم بأن تغييرات حقيقية قد تمت بالفعل، وهذا غير صحيح،؛ فتغيير الأشخاص لا يؤدي إلى تغيّر الواقع طالما النظام الذي أدى إلى هذه الأوضاع باقٍ. إن التغيير لا بد أن يتعلق بالأفكار التي على أساسها تتم المعالجات.

 

اليوم كل العالم يبحث عن تغيير يحقق الاستقرار والنهضة وهذا لا يمكن أن نصل إليه، ولا يمكن أن نحصل عليه بإدخال المعارضة أو حرمانها من المشاركة، ولكن بتغيير فكري جذري يخلع الفكر الرأسمالي من جذوره ويزيل كل أثر له ولأنظمته من واقع الحياة واستبدال نظام الإسلام به في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة.

 

لقد آن لكل مخلص من أبناء هذه الأمة أن يدرك أن المشوار الثوري لن يكتمل بتغيير بعض أو جل الوزراء، ولا بتغيير الحكومات، بل لن يكتمل إلا بعد إسقاط النظام برمته، وبقوانينه العفنة التي لا تقيم عدلًا ولا تنصف مظلومًا ولا تفرج عن مكروب. كما لا بد أن نعمل لاستئناف الحياة الإسلامية، وتحكيم شرع الله، ونبذ تلك القوانين الوضعية الباطلة، لينعم المسلمون برضا الله، وتنعم البشرية بخير الإسلام.

 

﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَض عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ممدوح بوعزيز

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

2017_08_29_TLK_3_OK.pdf