Take a fresh look at your lifestyle.

كيف يخدع الحكام الخونة الرأي العام فيما يتعلق بالأهوال التي يرتكبها المستعمرون؟! (مترجم)

 

كيف يخدع الحكام الخونة الرأي العام

فيما يتعلق بالأهوال التي يرتكبها المستعمرون؟!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قال الرئيس الأفغاني محمد أشرف غاني: “على مدى السنوات الأربع المقبلة، سيتم إنفاق ما يقرب من 6 مليارات دولار على القوات الجوية الأفغانية”. ومن أجل مراقبة الوضع الأمني والاطلاع على مشاكل القوات المسلحة، التقى السلطات العسكرية والرسمية فيلق الطوفان 201 في أثناء زيارته للمنطقة الشرقية من أفغانستان. وقال غاني أيضا إنه بعد الإعلان عن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، ارتفعت وتيرة مساندة مهمة “الدعم الحازم”، وسوف تزداد بشكل كبير واضح. وأضاف: “أؤكد لكم في هذا المجال أن عدد القوات الجوية الأجنبية تضاعف خلال الأيام الثلاثة الماضية، ومن الآن فصاعدا، آمل أن تظهر القوات الجوية تعاونها الكامل”. وفي الوقت نفسه، قال جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، للصحفيين إنه وقع على إعلان إرسال قوات جديدة إلى أفغانستان. (راديو أزادي)

 

التعليق:

 

بعد الإعلان عن استراتيجية ترامب الجديدة في أفغانستان وجنوب آسيا، زادت الجهود العسكرية للقوات الجوية الأمريكية بشكل واضح. ونتيجة للزيادة الكبيرة في الضربات الجوية الأمريكية في أفغانستان، استشهد مؤخرا عشرات المدنيين، من بينهم نساء وأطفال، في مقاطعات نانغارهار وقندوز وهيرات ولوغار. إن تزايد هذه الضربات الجوية على المدنيين ليكشف بقوة عن أهوال الحرب، لا السلام الذي دائما ما كان يهمس به بطريقة غوغائية. ولذلك، فإن السلام الذي تسعى إليه أمريكا مع الثوار لن يتحقق إلا من خلال الحرب ضد “الإرهاب والتطرف”، فضلا عن أن الثوار مطالبون بقبول جميع شروط أمريكا من أجل السلام. وفي الوقت نفسه، ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن الأمم المتحدة، فإن الخسائر المدنية في العمليات خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017، مقارنة بالأشهر الستة الأولى من عام 2016، تظهر زيادة بنسبة 43 في المائة.

 

وفي مثل هذه الحالة الوحشية التي يقتل فيها الأبرياء، ظل الحكام الجبناء صامتين ولم نسمع لهم صوتا. في حين أرسل بعض الحكام الأفغانيين جالبي العار، تعازيهم لأسر ضحايا القوات الهندية الذين قتلوا في كشمير. وبالإضافة إلى ذلك فإن المتحدثين باسم الحكومة والناعقين باسمها يحاولون دوما تبرير جرائم أمريكا وحلف شمال الأطلسي بوقاحة وبلا خجل مستخدمين وسائل مختلفة، الأمر الذي أدى في الواقع إلى زيادة غير مسبوقة في كراهية الرأي العام لحكومة جون كيري.

 

ومن ثم، يبذل الحكام المرتزقة من خلال هذه التصريحات جهودهم لخداع الرأي العام فيما يتعلق بالإصابات في صفوف المدنيين وارتفاع وتيرة الكراهية ضد الحكومة وذلك من خلال إقحام القوات العسكرية والتقليل من حدة الكراهية ضد الحكومة. كل ذلك في الوقت الذي رأى فيه الأفغان أن أمريكا أنفقت المليارات من الدولارات على مدى السنوات الـ 16 الماضية، إلا أنها لم تطور نمط حياة الشعب الأفغاني، كما أنها لم ترفع من مستوى قوات الأمن الأفغانية التي كانت تدير الحرب بالوكالة عن أمريكا والناتو على مختلف جبهات القتال، إضافة إلى أن عدد الضحايا يتزايد يوما بعد يوم. في الواقع، تذهب التجارة المربحة إلى استثمارات على الأدوية التي تقدم للجنود المصابين في المستشفيات وعلى جثثهم في المشرحة، كما يتم الاحتفاظ بجثامينهم في الثلاجة لعدة أشهر. أما عن تسليم الجثة إلى أسرة الضحية فسيتم بعد تلقي الرشوة. وبما أن الأفراد العسكريين المصابين لديهم الحق في العلاج على نفقة الحكومة، فإن أقاربهم مطالبون بشراء الأدوية اللازمة من الصيدلية. وفي الوقت نفسه، تباع الأدوية الحكومية المتعلقة بالجنود الجرحى في السوق السوداء؛ ونتيجة لهذه الأوضاع الفاسدة والإهمال من قبل الحكومة، فقدت عائلات الجنود الشهداء آمالهم وتفاؤلهم. وبالإضافة إلى ذلك، فقد أدى الانضمام لقوات الأمن إلى انخفاض حاد في عدد المنضمين؛ وهكذا، ارتفع عدد الهاربين من ساحات القتال والمستسلمين للثوار بشكل لا يصدق.

 

ومن ناحية أخرى فإن نشر المزيد من القوات في أفغانستان يعد جزءا من الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لكسب حرب استمرت 16 عاما ضد الثوار من طالبان والمجموعات الأخرى في أفغانستان. وقال ماتيس بأن للقوات الأمريكية الحق في محاربة العدو بالإضافة إلى تدريب قوات الأمن الأفغانية. في الواقع، يعتبر هذا الأمر مخالفا لاتفاق الشراكة الاستراتيجية الأفغانية بين كابول وواشنطن حيث تفرض القوات الأمريكية مرة أخرى (الإرهاب) والرعب والانتقام الذي يثبت للمرة الألف أن أمريكا لا تلتزم بأي عهد أو ميثاق أو اتفاق، كما أن كبار مسؤوليها لا يسعون إلا إلى الهيمنة العسكرية وإثارة الرعب واحتلال البلاد الإسلامية واستعمارها.

 

ومع ذلك، فقد كشفت هذه الأيام كذبة جديدة لأمريكا في أفغانستان، حيث أعلنت بأن عدد قواتها الحالي بلغ حوالي 8400، في حين قالت وزارة الدفاع في 30 آب/أغسطس بأن الموجود حاليا في أفغانستان هو 11،000 جندي أمريكي. وإلى جانب ذلك، هناك عشرات الآلاف من الجنود الآخرين في أفغانستان ضمن شركات أمنية خاصة ووكالات استخباراتية، ولكن لا أحد يجرؤ على أن يسأل هؤلاء المستعمرين عن عدد الجنود المزيفين أو عن إراقة دماء المسلمين، أو المطالبة بتوضيحات من الحكام المرتزقة بشأن خيانتهم المخجلة.

 

ونتيجة لذلك، فإن كل ما ذكر أعلاه آت من فضائح متتالية وخيانات متتابعة لحكام خونة. هم ليسوا أكثر من مجرد محامين عن جرائم العدو، ومنفذين لخططه الاستعمارية، ومحافظين على تقدم المشاريع العسكرية الأمريكية في المنطقة. ويستند كل عمل من أعمالهم إلى سياسة الحماقة المخادعة فيخدعون الرأي العام لصالح أمريكا من خلال الكذب على الناس. لذلك، يجب على المسلمين في هذه البلاد فهم الغدر المتتالي كما إن من واجبهم دوما الكفاح والصراع من أجل التغيير لإقصاء هؤلاء الخونة عن السلطة، ومعاقبتهم على أعمالهم الافترائية وذلك من خلال إقامة الخلافة على منهاج النبوة، ومن ثم مطاردة هؤلاء المستعمرين إلى عواصمهم السياسية والدينية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

2017_09_08_TLK_1_OK.pdf