Take a fresh look at your lifestyle.

إلى عبد الباري… عرفت فالزم!

 

إلى عبد الباري… عرفت فالزم!

 

 

 

الخبر:

 

في مقال للصحفي المعروف عبد الباري عطوان في صحيفة رأي اليوم بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر 2017 والذي حمل عنوانا طويلا جدا مكوناً من مجموعة من الأسئلة وهو: “ما هي “كَلمة السّر” التي نَسفت مُفاجأة الاتصال الهاتفي القَطري السّعودي وبَدّدت آفاق التفاؤل؟ ولماذا نَعتقد أن ترامب الخاسر الأكبر ولا نَستبعد تَدخّله بقوّةٍ في الأيام المُقبلة؟ وهل ازدادت حُظوظ الحَل العَسكري؟ وما هي فُرص “أمير الظل” القَطري؟”

 

وردت جملة لافتة في مقالته وهي: “هذه الأزمة وتطوّراتها كَشفت أنّه لا سيادة لأيّ دولةٍ خليجيّةٍ، أو حتى عربيّة، فمن يَملك السيادة الحقيقيّة هو البيت الأبيض وساكنه، وأيّ حديثٍ مُخالفٍ، هو مُجرّد ضَحكٍ على الذّقون، وخِداعٍ للنّفس”.

 

التعليق:

 

جاءت هذه الجملة المفيدة بعد أن قال “إن الأزمة الخليجيّة عادت إلى المُربّع الأول، ومَنسوب الثّقة بين أطرافها انخفض إلى أدنى مُستوياته، وفُرص التسوية السياسيّة باتت مَعدومةً في المُستقبل المَنظور، إلا إذا رفعت دولة قطر الراية البيضاء، وذهب أميرها إلى الرياض طالبًا الصّفح والغُفران، ولا نَعتقد أنه سيَفعل هذا في الأيام المُقبلة على الأقل، لأن جُرح الكِبرياء السّعودي ازداد عُمقًا”.

 

وبعد أن قال: “أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، أراد أن يُضيف بُعدًا وصلابةً أمريكيّة لمُبادرة بلاده أثناء زيارته لواشنطن، واجتماعه بالرئيس ترامب يوم الخميس الماضي، ولكن النّتائج جاءت عَكسيّةً تمامًا، وأدّى تدخّل الرئيس الأمريكي ومُهاتفته لزُعماء السعودية والإمارات وقطر (جرى استثناء البحرين ومصر)، إلى تَعقيد الأزمة، أكثر ممّا هي مُعقّدة، وانطبق عليه المَثل الذي يقول “جاء يكحّلها عماها”.

 

والحقيقة أن جملته تلك التي يؤكد فيها أن “لا سيادة لأي دولة خليجية، أو حتى عربية” صحيحة تماما، وهو وإن حصر السيادة الحقيقية لأمريكا والبيت الأبيض فهذا من باب الأعم الأغلب نظرا لأن أمريكا هي الدولة الأولى في العالم ولذلك تطغى “سيادتها” على سيادة الدول الفاعلة في المسرح الدولي كبريطانيا التي تدفع عملاءها لمناكفة أمريكا في المنطقة.

 

ولكن ما لم يُصِبْ به السيد عبد الباري هو قوله إن هذا “الكشف” لم يكن ليكون لولا الأزمة الخليجية… وهذا قول خاطئ، وهو إن لم يتحصل على هذا “الكشف” من قبل فهذا مدعاة له ليعيد النظر فيما كان يُكشف له وللأمة جمعاء من أمور السياسة وعلاقات الدول من قِبَلِ رائد الأمة حزب التحرير.

 

وعلى كل حال فإن السيد عبد الباري يدرك الآن حقيقة حكام العرب ومنهم حكام الخليج وأنهم ليسوا سوى دمى تتحكم بها دول الغرب وعلى رأسها أمريكا طبعا، فإنا ندينه بما قال… “أي حديث مخالف هو مجرد ضحك على الذقون وخداع للنفس.”

 

ونقول للسيد عبد الباري الذي يكتب ويكتب… نقول له: عرفت فالزم.

 

عرفت أن هؤلاء نواطير ودمى وعملاء، فلتكن تعليقاتك وتحليلاتك متسقة مع ما عرفت وعلمت وأيقنت، وضع الحقائق أمام قرائك بدون مواربة، ودون تلبيس على الناس فيظنوا أن هؤلاء الحكام يملكون من أمرهم شيئا، وحتى لا ينقض خطك التحريري بعضه بعضا.

 

وإنك ـ وقد تحقق لك ذلك “الكشف” ـ لَتدرك تماما الدور الإنجليزي من تحت ستار، وتدرك تماما كيف أدار ترامب ظهره لتيريزا ماي فقدم الدعم لحفتر من خلال عميل أمريكا السيسي في ليبيا، ودفع عملاءها في الخليج للضغط الصادم على قطر، وتدرك أن الأخيرة تمثل رأس حربة لبريطانيا في المنطقة العربية والإسلامية… كما أنك لا شك تدرك أن دعوة البرزاني إلى استفتاء لم تأت من بنات أفكاره بل من سيدته بريطانيا… وهكذا… نكرر مقولتك: “لا سيادة لأي دولة خليجية، أو حتى عربية”.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. حسام الدين مصطفى

2017_09_14_TLK_2_OK.pdf