التي تُعلِّم القرآن (مذنبةٌ) في نظر حكومة أوزبيكستان!!
التي تُعلِّم القرآن (مذنبةٌ) في نظر حكومة أوزبيكستان!!
في 11 أيلول/سبتمبر عرض التلفزيون الرسمي الأوزبيكي برنامجا يتحدث عن امرأة تدعى فاطمة عبد الله جونوفا عمرها 57 سنة كانت تشرف على تعليم النساء كتاب الله، القرآن الكريم وتفسيره، وقد تمّ إيقافها بسبب ذلك. حيث تمّ في 19 تموز/يوليو مداهمة منزلها في “شيخانتاهور في محلة ظفر أباد” وتفتيشه وإيقافها هي ومجموعة من المسلمات بلغ عددهنّ 16 امرأة، كنّ بصدد تدارس علوم القرآن الكريم وتفسيره. وعرض البرنامج التلفزيوني الموقوفات وهنّ جالسات وأمامهنّ القرآن الكريم حانيات رؤوسهن إلى الأسفل كأنهنّ مذنبات اقترفن ذنبا عظيما!!
وتحدث أنور قاري تورسونوف وهو الإمام والخطيب الرئيسي في طشقند عقب ذلك شارحا أحكام الشريعة في تعليم النساء ومعقبا بأنهنّ اجتمعن في بعض الأماكن لتدارس القرآن الكريم وهذا إثم بدون ترخيص من العلماء الفضلاء، وأنه يجب مشاورة العلماء أولا وبعد ذلك يمكن أن تدرس الدروس، وأنه حتى بعد المشاورة قد لا يُسمح بذلك لأنّ تعليم النساء في جماعة مكروه!! وقد وصف الإمام معلمة القرآن فاطمة عبد الله جونوفا “بالمدرّسة الجاهلة والثرثارة والتي تعبد هواها”. واتهمها بالركض وراء المنفعة المادية، فهي تجمع النقود من النساء حسب زعمه قائلا “نحن نعلم هذا بجلاء”، وفي نهاية البث عُرض حكم المحكمة الذي أدان النسوة لاعترافهنّ بذنبهنّ!! وقد فُرضت غرامة على كل واحدة منهنّ!!
إنّ فاطمة عبد الله جونوفا التي تُهان من قبل أنور قاري هي بنت العالم سليمان قاري الذي نشر علوم الإسلام في أوزبيكستان أيام سيطرة الإلحاد الشيوعي. وقد كان عالما فاضلا متميزا بين علماء زمنه. وفاطمة كانت بنته وتلميذته، وكانت تسعى لنشر علمها وتعليم كتاب الله الكريم. قال النبي e: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه.
ورغم كونها أدينت سابقا في عام 2015 فقد أبت إلا مواصلة دربها في تعليم القرآن ساعية لمرضاة الله وحده، فهي في الحقيقة مسلمة تقية ومؤمنة مخلصة؛ لأنها لم تخضع حتى في زمن الظلم والاستبداد، بل استمرت في نشر علوم الإسلام، إنها حقا صحابية زماننا لا كما صوروها.
إنّ حكومة أوزبيكستان تستمر فعلا في حربها ضد الإسلام والمسلمين. ورغم أنّ مسلمي أوزبيكستان يريدون تعلم العلوم الشرعية إلا أن السلطات تمنع وجود المدارس والجامعات إلا قليلا منها، وهي لا تسد حاجة المسلمين وعددهم 31 مليونا، للعلوم الدينية. ففي أوزبيكستان كلها لا يوجد سوى 9 مدارس وجامعتين إسلاميتين، وعدد الطلبة الذين يتم قبولهم في هذه المدارس والجامعات لا يتجاوز 300 في السنة، بينهم نسبة صغيرة جدا من النساء والفتيات، كما أنها تتركّز في طشقد والمدن الكبرى ولا يوجد أي منها في الولايات. ومع ذلك تشدد الحكومة الخناق أكثر على الناس وتمنع الاجتماعات لتدارس القرآن وعلومه!!
أيها المسلمون في أوزبيكستان! إلى متى تسكتون على هذا الاستبداد والظلم؟!
أترضون ما يحدث للأمهات المؤمنات اللواتي يقرأن كتاب الله ويتدارسنه؟! أي جرم اقترفنه لتتم معاقبتهنّ على ذلك؟!
إنها والله لجاهلية هذا العصر، فكما كان المسلمون يقرأون القرآن الكريم في البيوت خفية في مكة، والمشركون يراقبونهم ويعذبونهم وكانوا غرباء بين أهلهم، ها هم مسلمو أوزبيكستان يعيشون ذلك اليوم!! فطوبى للغرباء، طوبى لهم…
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مخلصة الأوزبيكية
2017_09_24_Art_Who_teaches_the_Quran_guilty_in_the_eyes_of_the_Government_of_Uzbekistan_AR_OK.pdf