Take a fresh look at your lifestyle.

أين السيادة يا صاحب السعادة؟!

 

أين السيادة يا صاحب السعادة؟!

 

 

 

الخبر:

 

أوردت جريدة التيار ليوم 27 أيلول/سبتمبر خبرا في صفحتها الأولى عنونت له: أمريكا تطالب بفتح تحقيق عاجل حول أحداث كلمة، جاء فيه: “أعربت واشنطن عن بالغ قلقها حيال ما أسمته بالعنف المفرط الذي استخدم ضد نازحي معسكر كلمة بجنوب دارفور. ودعت السفارة الأمريكية بالخرطوم عبر بيان صادر عنها أمس الثلاثاء إلى فتح تحقيق شامل عاجل حول الحادث الذي راح ضحيته خمسة أشخاص وأصيب 26 آخرون داخل معسكر كلمة، وطالبت بضبط النفس. وفي الصفحة الثانية من الجريدة نفسها جاء خبر يتحدث عن انعقاد الدورة الـ14 للجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية “سيسا” في الخرطوم والتي تعقد تحت شعار الشراكة الاستراتيجية الشاملة لمكافحة (الإرهاب) وتحقيق الاستقرار السياسي في إفريقيا.”

 

التعليق:

 

من أبسط قواعد سيادة الدول أن لا تسمح لغيرها في التدخل بأي حال من الأحوال في شؤونها الداخلية ناهيك عن إصدار الأوامر حول كيفية التعامل مع أمور بعينها تتعلق بسياسة الرعية وحفظ الأمن والاستقرار في البلد. في الآونة الأخيرة لاحظنا كثرة تدخلات سفارة أمريكا في شتى السياسات الداخلية والخارجية في السودان، وكأن ساكن البيت الأبيض يتعمد إذلال وإهانة حكومة الحركة الإسلامية حتى تخضع له تماما وتقدم له كل ما يريد ويشتهي! الغريب العجيب أن السياسيين والإعلاميين ورجال الفكر في الحكومة والمعارضة أصبحوا يتعاملون مع هكذا تدخلات ببرود واستكانة شديدين، وكأن الطبيعي هو تلقي التوجيهات والإرشادات من سفارات الكافر المستعمر الطامع في ثروات البلاد! هكذا سياسيون ومفكرون لم ولن يستطيعوا تغيير الحال لأحسن حال فكلاهما جزء من المشكلة بسبب اتكالهما واعتمادهما واستنادهما على قوة المستعمر وسطوته لا على قوة الشعب والأمة وقدرتهما.

 

أما رجال المخابرات والأمن في إفريقيا فقد تمكنوا من حلحلة كل مشاكل الشعوب الإفريقية على ما يبدو وها هم يجتمعون للنقاش حول كيفية محاربة تنظيم الدولة! فها هو المدير التنفيذي للسيسا (لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية) شيملس سيماي يصرح قائلا: “سنضع السيناريوهات المطلوبة (من الذي طلبها؟) لمواجهة المهدد الأمني لداعش بخاصة بعد هزيمته في سوريا والعراق”.

 

أنشئت هذه المنظمة أو اللجنة التي تعمل تحت مظلة لجنة السلم والأمن التابعة للاتحاد الأفريقي في عام 2004 بقرار صادر عن القمة الأفريقية في أبوجا بناء على مقترح من صلاح قوش رئيس جهاز الأمن السوداني السابق. للمرة الثالثة منذ الإنشاء تعقد اللجنة اجتماعها في الخرطوم، وكأن سدنة نظام الحركة الإسلامية يريدون تبييض صفحتهم وتجميل وجههم أمام الدولة الأولى في العالم أمريكا! فقد صرح خبير أمني سوداني أنه بالإضافة لقادة وممثلي حوالي خمسين جهاز أمن أفريقي فقد لفتت اللجنة انتباه قادة أجهزة المخابرات في أمريكا وفرنسا فسارعوا لتلبية الدعوة بالحضور والمشاركة في الفعاليات التي ستستمر ليومين 28 و29 أيلول/سبتمبر. وطبعا لمزيد تضليل فقد جعل عنوان اللقاء الشراكة الاستراتيجية الشاملة لمكافحة (الإرهاب) وتحقيق الاستقرار السياسي في إفريقيا. القوى الاستعمارية ما زالت تسيطر على إفريقيا ومقدراتها وتوجه سياساتها واهتماماتها عبر هكذا منظمات ولجان. ولا بد لقادة الأمن والمخابرات أن ينفضوا عن كاهل شعوبهم ذل التبعية والهيمنة الغربية ويخطوا لأنفسهم طريقا مستقيما يخدم البلاد والعباد. فقد يجتمعون ويتناقشون عن إرهاب تنظيم الدولة المزعوم ومئات الآلاف يموتون بسبب نقص الماء والدواء! فأين إرهاب التنظيم من ذلك؟ الإرهاب الحقيقي هو الذي تمارسه فرنسا في مالي والنيجر وتدعمه أمريكا في جنوب السودان، فلمحاربة هذا الإرهاب ندعوكم!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أبو يحيى عمر بن علي

2017_10_01_TLK_2_OK.pdf