Take a fresh look at your lifestyle.

حكومة السّودان تعلن حربها على “ستّات الشّاي”!

 

حكومة السّودان تعلن حربها على “ستّات الشّاي”!

 

 

 

الخبر:

 

أطلقت الشّرطة السّودانيّة مساء السّبت كلابا بوليسيّة على بائعات شاي جنوب الخرطوم، لملاحقة مشتبهين في تعاطي المخدّرات.

وشهد الأسبوع الماضي حملات واسعة ضدّ بائعات الشّاي بعد صدور قرار من ولاية الخرطوم بمنعهنّ من العمل بعد السّادسة مساء في جميع أنحاء الولاية.

 

وقالت إحدى البائعات لموقع “التّغيير”، إنّها وعدد من زميلاتها رفضن الانصياع للقرار لأنّهنّ يقمن بإعانة أسرهنّ من مهنة بيع الشّاي، وأنّ العمل مساء هو الأنسب.

 

وانتشرت في وسائل التواصل الإلكتروني الأسبوع الماضي بقايا عقار “الترام دول” الطّبّيّ الذي يستخدم كمخدّر في أماكن وجود بائعات الشّاي.

 

وشكّك ناشطون في حقوق المرأة في صحّة الرّواية، وقالوا إنّها حجّة تستخدم للقيام بحملة جديدة ضدّ بائعات الشّاي اللائي تستهدفهنّ السّلطات منذ سنوات، وتعتبر أنّ وجودهنّ في الشارع يسهم في نشر الرّذيلة والفاحشة، وفقا للنّاشطين.

 

ووفقا لموقع “التّغيير”، تعمل أكثر من 13 ألف امرأة في بيع الشّاي، حسب دراسة أعدّتها وزارة التّنمية الاجتماعيّة عام 2012.

 

التّعليق:

 

حسب آخر إحصائيّات لدراسة رسميّة صادرة عن وزارة الرّعاية الاجتماعية في السّودان، تجاوز عدد بائعات الشّاي أكثر من 13 ألفاً… 441 منهنّ يحملن مؤهّلات جامعيّة، لكنّ البعض يقول إنّ الإحصائيّة غير دقيقة وركّزت على مركز مدن العاصمة المثلثة فقط وربّما يصل العدد لأكثر من (70 ألفاً)…

 

بائعة الشّاي أو ما يعرف بـ”ستّ الشّاي” ظاهرة منتشرة في السّودان لكنّها ومنذ سنوات بدأت تُحاصَر من الحكومة فصارت البائعات يتعرّضن لمضايقات من الحكومة وصلت حدّ منعهنّ من مزاولة العمل واستخدام الكلاب البوليسيّة لطردهنّ من الشّوارع التي يعملن فيها.

 

تعاني بائعات الشّاي من ظروف معيشيّة صعبة (الفقر المُدقع، والطّلاق، وتهجيرهن من العمل الرّسميّ…) اضطرّتهنّ للخروج والعمل في هذه المهنة القاسية من أجل تحسين هذه الأوضاع.

 

لكنّ الحكومة و”كشّاتها” (المداهمات التي تقوم بها من وقتٍ إلى آخر) لهنّ بالمرصاد… فالظّروف أجبرتهنّ على العمل و”الكشّات” عذّبتهنّ بمنعهنّ منه.

 

في ردّها أكّدت الحكومة أنّ الخطوة ليست استهدافاً للبائعات وإنّما تنظيميّة خاصّة في الشّوارع الرّئيسيّة التي ترتبط بالمظهر العام للعاصمة، وأضافت: “هناك جُهودٌ كبيرةٌ جارية لإنشاء أكشاك بصورة تراعي الجوانب الجماليّة في العاصمة بدأت عمليّات تركيبها بشارع محمد نجيب”.

 

شنّت الحكومة حربا – كما سمّاها بعض الصحفيّين – على هذه الشّريحة رغم أنّ هذه المهنة هي مصدرَ رزق آلاف النّساء وأسرهنّ إذ يكافحن من أجل العيش ولحلّ جزء من أزمتهنّ الماليّة. شنّتها منذ سنوات متذرّعة تارة بالمظهر الجمالي للمدينة وتارة بوجود متعاطين للمخدّرات والهدف واحد: وهو القضاء على هذه الظّاهرة التي من شأنها أن تجمع الأهالي فيطرحون – وهم يحتسون الشّاي – عدّة قضايا ساخنة من الممكن أن تزعج الحكومة كما أنّها تهدّد مصالح كثيرين من أصحاب المحلّات والمقاهي الذين يفتقدون هؤلاء الرّوّاد لتفضيلهم ستّ الشّاي عليهم لأنّ الأسعار أقلّ ومناسبة لهم.

 

حكومة كان عليها أن توفّر لهؤلاء النّساء موارد رزق لا أن تحاربهن فيها، تحفظ لهنّ كرامتهنّ لا أن تمتهنها وتدوس عليها من أجل عيون من لا يروقهم منظر نساء يعملن جاهدات لتوفير لقمة عيشهنّ وتأمين حاجيات أسرهنّ!

 

واقع المرأة المسلمة في السّودان وغيرها من بلاد المسلمين مؤلم ومحزن في ظلّ هذا النّظام الذي يحكم عالمها… هذا النّظام الذي لا يصونها ولا يبحث إلاّ عما يحفظ مصالح القائمين عليه وزبانيتهم… نظام يشنّ الحرب على من يمسّ بمصالح أهله ولو كانت نساء كادحات ضعيفات كـ”ستّات الشّاي”.

 

عودة الخلافة الرّاشدة ضرورة واقعيّة صارت تفرضها الأوضاع وتنادي بها الأصقاع؛ فالعالم يحيا في شقاء وخوف وجوع وحروب، مشرئبّة أعناق أهله، متلهّفة لنظام يعيد لها الأمن والسّعادة والطّمأنينة؛ تأمل عودة النّظام الوحيد الذي يحمي الإنسان ويصونه ويحييه هانئا؛ نظام الإسلام. عودة الخلافة الرّاشدة على منهاج النبوة حقيقة شرعيّة وعد بها الله سبحانه وبشّر بها رسوله الكريم r.

 

﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾ [الرّوم: 60]

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التّحرير

زينة الصّامت

2017_10_04_TLK_1_OK.pdf