Take a fresh look at your lifestyle.

المشاحنات السياسية: سيرك سياسي آخر للديمقراطية (مترجم)

 

المشاحنات السياسية: سيرك سياسي آخر للديمقراطية

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

التنافس والتصادم بين الانقسامات السياسية الرئيسية؛ يتصدر تحالف اليوبيل الذي يتزعمه الرئيس أوهورو كينياتا والتحالف الوطني الأعظم لرايلا أودينجا العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام الكينية منذ الانتخابات العامة الأخيرة التي جرت في 8 آب/أغسطس 2017 والتي أبطلت فوز كينياتا من قبل المحكمة العليا في الأول من أيلول/سبتمبر 2017، والتي أشعلت المشاحنات السياسية حول إجراء الانتخابات الرئاسية المتكررة في غضون 60 يوما على النحو المنصوص عليه في الدستور.

 

وقد أعلن تحالف اليوبيل عن استعداده للعودة تحت وصاية الهيئة الانتخابية الحالية (ايبك)، ومن ناحة أخرى، تعهدت ناسا بمقاطعة الانتخابات إذا لم يتم إبعاد بعض من مسؤولي الايبك عن الإدارة. وتذرعت بأن الايبك ملزمة بإدارة اليوبيل وبالتالي فهي غير قادرة على إجراء انتخابات حرة ونزيهة. إضافة إلى ذلك، نظمت ناسا مظاهرات ضد الضباط “الفاسدين” داخل الايبك. وقد وصف اليوبيل مطالب ناسا بأنها محاولة لإجبار الحكومة على تقاسم الخبز (العيش والأموال).

 

التعليق:

 

من المعروف أن السياسيين الديمقراطيين يخطفون إلهام العامة من أجل التأثير عليهم للاعتقاد بأن الجدل السياسي هو للكفاح من أجل معيشتهم، وبينما كان السياسيون يخططون، فإن الرجل العادي لا يزال يعاني من ارتفاع تكلفة الحياة، وضعف خدمات الرعاية الصحية، مثال على ذلك أن الممرضين يخوضون إضرابا لرفع الأجور، ومع ذلك انخرط الساسة في قبضة السياسة التي في النهاية ستصب لصالحهم. ومن المفارقات أن الانتخابات التي أجريت في آب/أغسطس كانت واحدة من أغلى الأسعار في إفريقيا لحساب الضريبة الكينية التي تبلغ 50 مليار شلن (499 مليون دولار). واضطرت الخزينة الكينية إلى خفض الإنفاق في القطاعات الحرجة وتحويل الموارد العامة لتمويل الانتخابات، السبب فيما نشهده من عدم الثقة السياسية بين السياسيين ووصولا إلى الجمهور، يرجع إلى وجهة النظر الرأسمالية في الحياة؛ من خلال جعل “المصلحة” المقياس الوحيد لأفعال الإنسان. إن الفحص والتمحيص الدقيق للأزمة السياسية الراهنة يكشف كيف أن الديمقراطية ولدت انعدام الثقة بين سياسييها. وأثناء سعيهم لتحقيق مكاسبهم الشخصية، يخلق السياسيون أزمات ترمي وتستهدف التوصل إلى التسوية.

 

وبالنظر إلى مؤيدي كل من التحالفين، أي اليوبيل وناسا، يمكن القول بشكل قاطع إن كينيا تعاني من النزعة القبلية، وقد كشفت الأزمة الحالية عن الصيغة السياسية لكينيا، والتي هي سياسة ذات هيكلية قبلية والتي يستخدمها السياسيون لاكتساب الأهمية، وتعود النزعة القبلية في كينيا إلى عهد الاستعمار البريطاني، حيث استخدم المستعمرون البريطانيون أسلوب التقسيم والسيطرة في الحكم، كما لعب المستعمرون في مجموعات عرقية الواحدة ضد الأخرى.

 

وفيما يتعلق بإجراء انتخابات جديدة، فإن المهم هنا هو عدم التكهن بما إذا كانت رايلا أودينجا مستعدة للعودة إلى صناديق الاقتراع أو أن أوهورو كينياتا ستتاح له فرصة أخرى لإعادة انتخابه.

 

وينبغي بالأحرى أن يكون مفهوم إجراء انتخابات دائمة هو المسألة التي يتعين تسليط الضوء عليها، إن الانتخابات الدائمة في الديمقراطية هي إحدى المحاولات اليائسة لإخفاء إخفاقاتها، لقد فشلت الديمقراطية سياسيا في العالم فقد صممت لكي تلبي احتياجات أعداد صغيرة من النخب، وتحت ستار الديمقراطية، تدخلت القوى الغربية الكبرى في القضايا المحلية الداخلية المتعلقة بـ”الدول الديمقراطية الفتية التي تزعزع استقرار اقتصادها وفسدت أخلاق شعوبها”.

 

إنه لمن المحزن أن نرى المسلمين وتلك المجتمعات المنفتحة يخدعها زيف الديمقراطية فضلا عن ساستها الجشعين الذين يتوقون دائما إلى المنفعة الفردية على حساب الرجل العادي، وإن فشل الديمقراطية من شأنه أن يساعد الناس على الدفاع عن المنهج الإسلامي، البديل العادل والشامل؛ والذي يشمل حلا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا لجميع البشر على حد سواء.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شعبان معلم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا

2017_10_05_TLK_1_OK.pdf