Take a fresh look at your lifestyle.

المقاومة الأفغانية ترغم قوات الإحتلال في أفغانستان على تغيير إستراتيجيتها

 الخبر:

أعلن قائد قوات التحالف في أفغانستان اللواء الأمريكي ستانلي ماكريستال في 25/1/2010 الخامس والعشرين من الشهر الجاري كانون ثاني يناير لعام ألفين وعشرة للميلاد ، بأن زيادة عدد جنود التحالف في أفغانستان في الأشهر المقبلة تهدف إلى “تحسين الوضع التفاوضي لأصحاب القرار في الحلف” وأن مهمتهم هي “خلق الإطار والظروف المناسبة” التي تمكن أصحاب القرار من السعي قُدماً في خطط سياسية لإيجاد حل للنزاع هناك.

التعليق:

إن هذه التصريحات لأرفع مسئول عسكري في قوات الاحتلال الغربية في أفغانستان تثبت أن الغرب – وعلى رأسه أمريكا – قد يئس تماماً من تحقيق نصر عسكري ضد المقاومة الإسلامية هناك، فقد سكتت كل الأصوات التي كانت تنادي بنشر الديمقراطية في أفغانستان وجعلها “دولة حديثة” حسب المصطلح الغربي يشع نورها في المنطقة كلها، وأصبح الهدف الآن ينحصر في إيجاد أوضاع مناسبة على الأرض تُمَكّن السياسيين من الدخول في حل تفاوضي يحفظ للغرب ماء الوجه ويسعى إلى إدخال طالبان أو أقسام منهم في شَرَك مفاوضات تقاسم السلطة، والألاعيب السياسية، والحلول الوسطية، التي تبقي للغرب ولأمريكا خاصة نفوذاً في البلاد، ومعلوم أن أمريكا تجيد لعبة المفاوضات هذه تمام الإجادة، فقد لعبتها مع الحكومة السودانية ونجحت، ولعبتها مع المحاكم الإسلامية في الصومال – وعلى رأسها شيخ شريف أحمد – ونجحت، وهي تضرب بهذه الأستراتيجية “عصفورين بحجر”: فمن جهة توفر على نفسها خسائر كبيرة في صفوف جنودها بالإمساك عن التدخل العسكري المباشر، أو عدم استمراره أو حصره، ومن جهة أخرى قد تنجح في شق صفوف المقاومة وبالتالي إضعافها وإشعال الفتن والاقتتال بينها، كما حدث ويحدث في الصومال، فنجحت في ذلك أيما نجاح. والخطورة أن يتكرر هذا المشهد الآن في أفغانستان، بأن ينساق جزء من المقاومة الطالبانية إلى المفاوضات وإغراءات المناصب، فينشق عن المقاتلين ثم ينتهي الأمر إلى الاقتتال الداخلي بين المسلمين، فتكون أمريكا هي المستفيدة – هي “الضاحك الثالث”.

لقد أثبتت الحرب الأفغانية في الثماني سنوات الماضية أن المقاومة هي السبيل الوحيد لإخراج المحتل وإرغامه على تغيير سياساته العنجهية، فمنذ فترة وجيزة كانت طالبان – ولازالت – على “لائحة الإرهاب”، وكان سياسيو الغرب يصرحون بملء فمهم أنه لا تفاوض مع “تحالف الإرهاب ومناصريهم”، والآن انقلبت الموازين وأصبح “مناصرو الإرهاب” هؤلاء هم محط أنظار الغرب للتفاوض والمساومة، وما هذا إلا لنجاحاتهم البطولية في أرض المعركة.

إن هذه التغيّرات على الساحة الأفغانية هي عبرة لكل من لا يزال ينخدع باتباع “الطرق السلمية” لتحرير الأرض واسترجاع الحقوق، فهذه المقولة الخبيثة التي يرددها العملاء الخونة وأعوانهم لن تحرر أرضاً ولن ترجع حقاً، بل ستؤدي إلى المزيد من التنازلات والخيانات كما هو المشاهد من حال السلطة في فلسطين المحتلة.

والحذار الحذار أن تقع طالبان أو أجزاء منها في شَرَك هذه المفاوضات التي ينادي بها كرزاي وتنادي بها أمريكا لتقاسم السلطة، وينتهي بهم الحال إلى ما وصلت إليه المحاكم الإسلامية في الصومال: فمن أجل الدفاع عن مناصب قد يحصلون عليها جرّاء هذه المفاوضات، ومن أجل الدفاع عن اتفاقيات قد يبرمونها مع المحتل ويكون تنفيذها منوطاً بهم، يصبحون – من حيث يدرون أو لا يدرون – أداة للدفاع عن السياسات الأمريكية ومصالحها في المنطقة، فنهيب بطالبان أن لا تنجر هي أو أجزاء منها في هذا الشَرَك!

وقد صدق “ماو تسي تونغ” زعيم الثورة الشيوعية في الصين حينما قال: “الحرب هي السياسة بالسلاح، والسياسة هي الحرب بدون سلاح”، ونحن كمسلمين علينا أن ندير الحرب والسياسة من منظور العقيدة الإسلامية وحسب!

]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ[

المهندس شاكر عاصم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير

في البلاد الناطقة بالألماني