Take a fresh look at your lifestyle.

“واإسلاماه” يُلبّى بتحريك الجيوش لا بأفعال سياسية عقيمة…!!

 

“واإسلاماه” يُلبّى بتحريك الجيوش لا بأفعال سياسية عقيمة…!!

 

 

 

الخبر:

 

قدمت منظمة التعاون الإسلامي مشروع قرار إلى لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة يندد بالانتهاكات التي ترتكبها قوات ميانمار ضد أقلية الروهينجا المسلمة التي يواصل الآلاف منها الفرار بشكل جماعي إلى بنغلاديش المجاورة. ويعبر مشروع القرار – غير الملزم – المدعوم من الدول الـ57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي عن “القلق الشديد إزاء العنف واللجوء غير المتوازن إلى العنف”. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

إن مشروع قرار التنديد هذا في أروقة هيئة الأمم المتآمرة على المسلمين هو ذر للرماد في العيون لتضليل الرأي العام بأن هذه المنظمة التي تسمى “التعاون الإسلامي” تتحرك نصرة لمسلمي الروهينجا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يستنصرون الأمة وجيوشها. ومع ذلك فإن هذه المنظمة العاجزة لم تجرؤ في مشروع قرارها هذا – غير الملزم – على وصف ما يحدث من أعمال الإبادة والتي يتعرض لها المسلمون في ميانمار على أيدي الحكومة العلمانية العميلة للغرب والمليشيات البوذية المتطرفة والتي قتلت وهجّرت مئات الآلاف من المسلمين وأحرقت قراهم، لم تطلق على تلك الأعمال الوحشية وصف مجازر أو إبادة بل وصفتها بأنها “عنف” وعبرت عن قلقها إزاء “اللجوء غير المتوازن إلى العنف”!!

 

فكيف يمكن لعاقل أن يتصور أن هذه المنظمة تسعى فعلا بهذا العمل السياسي اليائس إلى نصرة مسلمي الروهينجا، وهي ثاني أكبر منظمة دولية وتضم في عضويتها 57 بلدا إسلاميا، بعضها يمتلك جيوشا من أقوى جيوش العالم في حين إن قضية مسلمي الروهينجا لا تحتاج إلا لتحرك جيش واحد من هذه الجيوش لنصرتهم ودفع العدوان عنهم؟!

 

إن المسلمين يدركون جيدا أن هذه المنظمة الخاضعة لأوامر دول الاستعمار وقرارات الأمم المتحدة الحاقدة على الإسلام وأهله لم تكن أبدا ناصرة لقضايا المسلمين أو حامية لمصالحهم، بل إن تعامل هذه المنظمة مع قضية مسلمي الروهينجا لا يختلف عن تعاملها مع قضايا المسلمين الأخرى، وقد رأينا مواقفها المخزية من المجازر والمذابح التي شهدها مسلمو البوسنة وكوسوفا وأفريقيا الوسطى وسوريا وغيرها، وكيف أنها رهنت قضايا الأمة في يد منظمة الأمم المتحدة الاستعمارية المجرمة التي تركت المسلمين ضحايا للقتل والتعذيب والتشريد. فتاريخ وأعمال هذه المنظمة التي تأسست عام 1969، بزعم الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى في أعقاب جريمة إحراق المسجد الأقصى الشريف، تظهر كيف أن خذلان هذه المنظمة للمسلمين وتقاعسها عن دفع العدوان عنهم وتفريطها في قضايا المسلمين لا سيما قضية فلسطين والأقصى قد وصل حدا لا يمكن للمرء أن يصفها إلا بأنها منظمة لخيانة المسلمين والتعاون مع أعداء الدين.

 

وفي المقابل يتذكر المسلمون جيدا مواقف العزة والتاريخ المشرق الذي سطره أجدادنا يوم كان لنا خليفة يحكمنا بعدل الإسلام ودولة دامت نحو ثلاثة عشر قرنا من الزمان وامتدت أطرافها حتى شملت ثلاث قارات من حدود الصين إلى أقاصي المغرب، وفتحت أجزاء من أوروبا ودخل الإسلام القسطنطينية تحت ظلها كما بشر بذلك الرسول r. ويذكرون جيدا كيف أنفذ الخليفة المعتصم جيشا إلى عمورية وفتحها تلبية لنداء امرأة مسلمة نادت وا معتصماه فاستجاب لها وكان فتح عمورية في سنة 838م.

 

فهل بعد هذه الحقائق والمقارنة بين حال الهوان الذي يعيشه المسلمون اليوم في ظل الحكم بالأنظمة الوضعية الجبرية العميلة للغرب وبين حال المسلمين في ظل دولة العزة والكرامة الخلافة، هل يلام المسلم الصادق بمطالبته بتحكيم شرع الله والعمل على إقامة الدولة الراشدة على منهاج النبوة، وتنصيب الخليفة الجُنّة الذي يحكم بشرع الله ويُلبي صرخات وا إسلاماه بجيوش جرارة تُحرر البلاد وترفع الظلم عن العباد، ومعارك تعيد للأمة هيبتها وكرامتها، وفتوحات يَدخل الناس بها في دين الله أفواجا؟! فبالخلافة تُحفظ دماء المسلمين، وبها وحدها عزهم وكرامتهم، وهي قبل كل شيء فرض رب العالمين، وصدق رسول الله rالقائل: «وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فاطمة بنت محمد

2017_11_07_TLK_3_OK.pdf