مع الحديث الشريف – وهكذا شملت الشريعة حياة الإنسان
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
وهكذا شملت الشريعة حياة الإنسان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “حُرِّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي وَأُحِلَّ لِإِنَاثِهِمْ”. رواه الترمذي.
إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم وأجمل هيئة، وأودع فيه حبّ التزين، ودعاه إلى ذلك فقال سبحانه وتعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ)، وقال عليه الصلاة والسلام: “إن الله جميل يحب الجمال”. وإن كان الله سبحانه وتعالى شرع التزين للرجال والنساء إلا أنه رخّص للنساء فيه أكثر من الرجال، فحرم على الرجال مثلا لبس الذهب والحرير.
أيها المسلمون:
إن الزينة وإن كانت من التحسينات في الدين كما يقول علماؤنا، إلا أن الذي يحددها ويبين حكمها هو الله سبحانه وتعالى، فهو يحرم الذهب والحرير على الرجال ويبيحهما للنساء، وهو الذي يحرم تجميل الشعر بالوصل، وهو الذي يحرم حلق الشعر بهيئة القزع، وكذلك النمص والوشم وغير ذلك، وهكذا يتدخل الإسلام في هذه الزينة ويبينها لنا بشكل واضح.
أيها المسلمون:
إن الله سبحانه وتعالى وإن بين لنا أحكاما في الزينة؛ فحرَّم لبس الحرير على الرجال وهي من التحسينات؛ فقد بين لنا ما هو أكبر من ذلك، فأنزل لنا أحكاما في شتى مجالات حياة الإنسان، أحكاما في النظام الاجتماعي، وأحكاما في النظام السياسي، وأحكاما في النظام الاقتصادي، وأحكاما في النظام السياسي، وأحكاما في النظام التعليمي، وأحكاما في النظام القضائي، وهكذا شملت الشريعة حياة الإنسان.
فالدين وإن كان بين أيدينا كاملا، إلا أنه مغيّب عن التطبيق، بعيدا عن الحكم، نسمع به وندرس أحكامه فقط، فهل هذا ما أراده الله لنا منه؟ ألهذا أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم؟ كلا والله؛ إنّما أنزل ليطبق على الناس وليحكمهم جميعا، من خلال دولة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة، فهي حكم شرعنا ووعد ربنا وبشرى نبيّنا صلى الله عليه وسلم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم