مجاعة في بريطانيا
مجاعة في بريطانيا
(مترجم)
الخبر:
ذكرت أرقام جديدة أن من بين كل عشر أسر في لندن هنالك أسرة واحدة تعتمد على المساعدات الخيرية لتحصيل الطعام وأن البنوك التي تقوم بتقديم الطعام تواجه ضغطاً غير مسبوق في الفترة السابقة لعيد الميلاد.
وقد وجد البحث أن واحداً من بين كل أربعة من الآباء والأمهات في لندن يشعر بالقلق من القدرة على تحمل تكاليف إطعام أطفاله، في حين إن واحداً تقريباً من بين كل خمسة عليه أن يختار بين تدفئة منزله أو إطعام أسرته. (الإندبندنت)
التعليق:
تعاونت صحيفة الإندبندنت مع مشروع فيليكس بعد أن أفادت أن 500 ألف طفل يذهبون إلى المدرسة بدون إفطار يوميا. ويقدم المشروع الطعام الذي يكون موجهاً للتخلص منه إلى الأسر المحتاجة ويستهدف جوع الأطفال في حملته الحالية. وطالب المشروع بالتبرعات، ورفع الوعي بمشكلة فضلات الطعام ونقص الأغذية.
يذكر أن 10 مليون طن من الأغذية يضيع ويتم التخلص منه كل عام في بريطانيا، وقد تم إرسال أكثر من 400 مليون وجبة من الطعام الصالحة للأكل إلى مكبات النفايات في عام 2016.
وإلى جانب هذه الزيادة والإهدار، تواجه شرائح السكان الفقيرة سوء التغذية والجوع. حيث إن 50٪ من الأمهات الشابات الوحيدات لا يقدرن على إطعام أطفالهن جميع وجبات الطعام المفروضة في اليوم. وما يقرب من 1 من كل 10 من الآباء والأمهات لا يستطيعون إطعام أطفالهم دون بنوك الطعام والجمعيات الخيرية. ويقدر أن 870.000 طفل في إنجلترا يذهبون إلى الفراش جوعى كل ليلة لأن آباءهم غير قادرين على تقديم الوجبات التي يحتاجونها.
هذا بالنسبة لبريطانيا التي تعتبر سادس أكبر اقتصاد في العالم، فلماذا هذا الوضع ولماذا الجمعيات الخيرية تغطي وتعوض فساد الحكومة؟
في حين يسأل بعض النشطاء هذه الأسئلة، وتقوم الجمعيات الخيرية بمهمة تنظيم توزيع الأغذية، لكن من المهم إدراك أن فشل النظام الرأسمالي هو الذي يظهر بوضوح شديد.
وتدعي الرأسمالية زوراً أن هناك انسيابا في الثروة، وهذا سيضمن تلبية احتياجات جميع الناس. كما تدعي زوراً أن هناك نقصا في الموارد وزيادة في الطلب. إلا أن السيناريو الحالي يظهر أنه لا يوجد هناك نقص في الغذاء للسكان ولا يوجد أي انسياب أيضاً!
الجوع يخنق الإبداع والنمو ويسبب ضغوطاً هائلةً لأولئك الذين يواجهون ذلك، وهذا تعترف به الحكومة ولكنها لا تقدم أي حل حقيقي للمشكلة.
ففي وقت المجاعة في المدينة المنورة عندما كان عمر بن خطاب رضي الله عنه هو الخليفة الذي يرعى شؤون الأمة، فقد كتب إلى الولاة يطلب منهم إرسال الغذاء إلى الجزيرة العربية. وجاءت قوافل الإبل محملة بالغذاء وغيره من الضروريات من سوريا والعراق ومصر.
ثم كان يتم طهي وجبات الطعام على مستوى الدولة ويتم إطعام جميع الناس الذين كانوا يتوافدون إلى المدينة المنورة يومياً على نفقة الدولة. ووفقاً لما أورده السلف، فقد كان يتم إطعام ما يصل إلى 40 ألف شخص يومياً.
في حين إن رئيس الوزراء والزعماء الآخرين في بريطانيا لا يشعرون بآلام رعاياهم، فقد رفض عمر أكل اللحوم أو السمن خلال فترة المجاعة. وكانت معدته تقرقر من الجوع، لكنه قال: “قرقر أيها البطن، أو لا تقرقر، فوالله لن تذوق اللحم حتى يشبع منه صبية المسلمين”.
إن هذا المثال يبين الجدية التي يجب أن يعطيها القائد والحاكم المسلم والقيادة الإسلامية الصحيحة للمشاكل التي يواجهها الرعايا. لا يستريحون حتى يتم حل الوضع، بدلاً من تمرير المسؤولية للآخرين. إن النظام الإسلامي، الذي تمثله الخلافة على منهاج النبوة، عند إقامتها قريبا بإذن الله، يعترف باحتياجات الإنسان، ويركز على توزيع الموارد ويحل المشاكل التي يواجهها الرعايا. وهذا الحل يعطي الأمل ويقدم الضوء إن شاء الله لأولئك الذين يعيشون تحت ظلم الدول الرأسمالية ونظامها الفاشل.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمان