Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – ظاهرة التصحر في الأمة

 

مع الحديث الشريف

 

ظاهرة التصحر في الأمة

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: «ما مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً أَوْ يَزْرَعُ زَرْعاً فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيْمَةٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ». رواه البخاري.

 

أيها المستمعون الكرام:

 

إن الأحكام التي دعا إليها الإسلام تأخذ بالإنسان ليعيش في ظل أرقى الحضارات، فأحكام الإسلام ترفعه دوما ما اتبعها وسار عليها إلى معالم العزة والرفعة والإنسانية كما أرادها الله سبحانه، فلم تترك الشريعة أمرا فيه رفعة للإنسان إلا بينته، فغرس الأشجار مثلا يمنع التصحر ويحافظ على البيئة، بل وفي ذلك خير للإنسان وللنبات والحيوان، فالشريعة كلها خير للإنسان، جاءت أحكامها لمعالجة سلوك البشر، ولكن من خلال طريقة تُطبق من خلالها، ألا وهي الدولة، فهي الطريقة الوحيدة لتطبيقها على الناس، ولكن الدولة هدمت والأمة تفرقت، وحياتها أصبحت خاوية، جسدا بلا روح، فأين العاملون لإعادة الروح؟ أين العاملون في الأمة لإعادة روحها إليها؟ أين الغارسون؟ أين الزارعون؟ أين من يغرس بهذه الأمة حب الله ورسوله r؟ أين من يغرس في هذه الأمة روح العمل لتغير واقعها؟

 

أيها المسلمون:

 

لئن عالج الإسلام ظاهرة التصحر في النبات، فقد عالج أيضا ظاهرة التصحر المنتشرة بين أبناء المسلمين، في ترك العمل لإعزاز هذا الدين، فترك العمل لإقامة الدولة التي تطبق الإسلام يتنافى مع أحكام الإسلام، فمنذ متى كان الإسلام يقبل بأن يسوَّد حكامُ الضلال على خير أمة أخرجت للناس؟ يستقوون عليها بأعدائها، يتسلطون عليها بزبانيتهم، يسيطرون على خيراتها، نعم؛ لقد حولوا البلاد إلى مزارع شخصية لهم ولزوجاتهم ولأعوانهم، واستولوا على الملايين، وسلخوا الأمة عن دينها، فأصبح دينها يقف عند شعائر الصلاة والصيام، تصلي وأعينها لا تصدق ما تراه في الشام وغيرها، واقع أليم لا ينبغي لمسلم أن يقف منه موقف الساكت المتابع أو المتفرج.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم