Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – متى ستسد الفجوة بين رغيف الخبز وفم الأطفال؟

 

مع الحديث الشريف

 

متى ستسد الفجوة بين رغيف الخبز وفم الأطفال؟

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ، تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلَا يُفْطَنُ بِهِ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَلَا يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ». رواه البخاري.

 

أيها المستمعون الكرام:

 

إن القراءة الأولى لهذا الحديث الشريف تتركز على بيان أن أولى الناس بوصف المسكنة الكامل، وأحق الناس بالصدقة هو الفقير الذي لا يسأل الناس شيئا، فهو عفيف وحييّ رغم حاجته الماسة للمال، فيبقى على فقره وجوعه، ويبقى الناس يظنون أنه في عافية وغنى وسعة من الرزق، فهذا الشخص أحق بالصدقة من الفقير المحتاج الذي يطوف على الناس ويسألهم والناس تعرفه وتتفقده بين حين وآخر.

 

أيها المسلمون:

 

لا يخفى على أحد هذه الأيام حال الأمة وما وصلت إليه من الضنك، هذا الحال الذي طال جميع نواحي الحياة، فعلى المستوى السياسي خلع الحكام كل ما تستروا به على مدى السنين، وتركوا الأمة مقهورة مسلوبة الإرادة منهوبة الأموال، مشلولة الحركة لا تقوى على الوقوف، وعلى المستوى الاقتصادي أصبح المرء يعيش متسترا ببضع دنانير يسد بها جوعته، يعيش على فتات موائد اللئام، وتحت خط الفقر، حتى غدت رؤية الفقراء والمساكين على أبواب المساجد وهم يسألون الناس بعد كل صلاة منظرا مألوفا، أما من أخذ على نفسه ألّا يسأل الناس فهو أشد بلاء، وأكثر همّا وفقرا، فأين أنت يا عمر؟ متى ستأتي وتتفقد الناس في الليل والنهار؟ متى ستسد الفجوة بين رغيف الخبز وفم الأطفال؟ متى سيسود العدل بخليفة وخلافة يطبق من خلالها الإسلام كاملا في ربوع الأرض؟

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم