مع الحديث الشريف – أولياء الله يستحقون نصرة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
أولياء الله يستحقون نصرة الله
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: «إنَّ اللهَ تعالى قالَ: مَن عَادَى لِيْ وَليًّا، فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ». رواه البخاري.
﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾. وقال رسول الله r«تَكَاثَرُواْ تَنَاسَلُواْ فَإِنِّي مُبَاهٍ بِكُمُ الأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
إنه لتحذير مخيف من رب العباد، إنها لحرب معلنة من الله سبحانه على أعدائه، أعداء الأمة في كل زمان ومكان، حرب يتوعد الله بها كلّ من يقف أمام أوليائه، فالأمر إذن يتعلق بأولياء الله، لا بالمسلمين فقط، فمن هم أولياؤه؟ وما هي صفاتهم؟ إنّ أولياء الله هم الذين يتمسكون بدينه، وهم الذين على الصراط المستقيم، وهم الذين على طاعته، هم أهل الإيمان والتقوى، الذين يراقبون الله تعالى في جميع شؤونهم، فيلتزمون أوامره، ويجتنبون نواهيه. قال تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾.
أيها المسلمون:
لا تزال الأمة تسأل: لماذا لم ينصرْنا الله على أعدائه أعداءِ الأمة والدين؟ لماذا يتحكم بنا أعداؤنا؟ لماذا يسيطرون على مقدراتنا وثرواتنا؟ لماذا تموت الأمة على أيديهم صباح مساء؟ نقول: ولماذا ينصرنا الله؟ هل وَعَدَنا ربُّنا إن تخلينا عن ديننا وتركنا أحكامه بالنصر؟ هل وعدنا ربُّنا إن تركنا ديننا وسكتنا على حكامنا بالنصر؟ هل وعدنا ربُّنا إن ركنّا إلى الدنيا ونسينا الآخرة بالنصر على عدوّنا؟ حاشا وكلا والله، بل وعَدَ بنصره إن عملنا على تطبيق أحكامه، فقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾، وعد بنصره إن كنّا من أوليائه، وعد بنصره إن عملنا على إيجاد دولة الإسلام الثانية الراشدة على منهاج النبوّة، التي تطبق شرعه.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم