الصين وسياسية التحدي الناعم
الصين وسياسية التحدي الناعم
الخبر:
قال مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن الخميس 2017/12/14، إن الصين استكملت بناء منشآت تغطي مساحة 290 ألف متر مربع، حوالي 72 هكتارا في جزر باراسيل وسبراتلي خلال عام 2017.
التعليق:
أولا: إن أمريكا ترى وجوب تركيع الصين، وجعلها دولة عادية، لا سيما وأنها لا تملك مقومات الدولة العظمى، ولكنها أضحت من منتصف التسعينات، بما تملك من قوة، دولة إقليمية عظمى، لها حق النقض في مجلس الأمن، ولها أطماع وطموحات إقليمية، وهذا ما لا ترضى به أمريكا. فالصين في نظر أمريكا سوق تجاري ضخم لا بد من الاستفادة منه، وعملاق بشري يجب ترويضه؛ كي لا يصبح خطراً يهدد المصالح الأمريكية في منطقة شرق آسيا؛ لذا كان على أمريكا وضع خطة بعد انتهاء الحرب الباردة لتحجيم الصين، وحصرها في مجال حيوي ضيق في أحسن الأحوال، إن لم تتمكن من قطع مجالها الحيوي كاملاً؛ لذلك فإنها مهتمة بتطبيع العلاقات مع فيتنام لجعلها حجر عثرة في وجه الصين، حال تحسن العلاقات الأمريكية الفيتنامية. كما أنها تحاول جعل شبه الجزيرة الكورية مركزاً خطراً متقدماً حول الصين، بزيادة الضغط على كوريا الشمالية بحجة محور الشر، وفي الوقت نفسه تعمل على الإبقاء على قواعدها العسكرية هناك متاخمةً لحدود الصين وعلى باب دارها. كما أنها تحاول جعل الهند نداً للصين، وتسعى أيضا إلى إيجاد الحلفاء الاستراتيجيين والأحلاف العسكرية الإقليمية في وسط آسيا والشرق الأوسط. كما أنها قامت بإيجاد قواعد عسكرية في وسط آسيا على حدود الصين الغربية على الجهة الأخرى للهيمالايا.
ثانيا: تدرك الصين هذا الأمر وتدرك سياسة واشنطن لكنها أمام أحد أمرين في التحدي والثبات على مصالحها؛ فهي إما أن تلجأ للقوة وتفرض الأمر بالقوة ومنها احتلال تايوان وإخضاعها في ليلة مظلمة كما فعلت روسيا بالقرم ونشر القوات العسكرية في بحر الصين ووضعه تحت مظلة الصواريخ… وإما أن تحاول أن تفرض ما تريد بسياسة ناعمة بعيدا عن استعمال القوة العسكرية لإدراكها حجم وقوة الأوراق بيد واشنطن هناك (اليابان والهند والفلبين وتايوان وكوريا الجنوبية)، واستخدام ورقة التناقضات بين الدول واختلاف المصالح ولإدراكها الفارق الكبير بينها وبين القوة العسكرية الأمريكية، هذا كله يجعل الصين حاليا تلجأ لأسلوب السياسة الناعمة وعقد المعاهدات مع الدول بوجوب حل الإشكاليات والنزاعات بينها وبين الدول بالحوار محاولة استغلال الوقت والظروف لكنها ستلجأ حتما في وقت ما إلى التكشير عن أنيابها في وجه كل من يعترض مصالحها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان