Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – ماذا على الحكام لو عدلوا وكانوا من المقسطين؟

 

مع الحديث الشريف

 

ماذا على الحكام لو عدلوا وكانوا من المقسطين؟

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله e: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا». رواه مسلم.

 

أيها المستمعون الكرام:

 

إن هذا الحديث ورد في صحيح مسلم في “باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر”، إلا أنّ هناك إصرارا عجيبا ممّن اعتلى صهوة المنابر هذه الأيام على تجاهل واقع انطباق الحديث على الحكام، ليجعله في الأفراد دون غيرهم، وكأنه يعلم أن هذه المنابر النورانية ليست لهؤلاء الحكام ولا لأشباههم، وإن تكلم بذلك وقع في المحظور، فينأى بنفسه عن شرح الحديث في بابه، ليبدأ بالأمة التي يتسع صدرها لكل ظلم حتى لو كان من قبل علمائها.

 

أيها المسلمون:

 

إننا نعيش اليوم تحت وطأة حكام ظلمة فسقة، يرضون لأنفسهم ما لا يرضون لغيرهم، لا يتقون الله فينا، فهم يثبتون كل يوم لنا أنهم ليسوا أهلا للحكم بالعدل، ليسوا أهلا لأن يقسطوا فينا، لذلك ليس غريبا على الأمة أن تخرج عليهم بثورات تطالب بالحكم بما أنزل الله، تطالب بعدل الله وبتحكيم شرعه، من خلال دولة الإسلام، دولة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوّة، وليس غريبا أن يقمع هؤلاء المجرمون هذه الثورات، بل ويتآمروا مع أسيادهم على الأمة، فيسفكوا دمها مجتمعين بكل صلافة وعنجهية، ولأنهم مردوا على الفجور وعلى سفك الدماء، لم يفهموا الدرس، ولم يأخذوا العبرة مّمن سبقهم؛ فمنهم من قتل، ومنهم من هرب، ومنهم من خُلع، ومنهم من ينتظر مصيره، فماذا عليهم لو حكموا بما أنزل الله؟ ماذا عليهم لو عدلوا وكانوا من المقسطين لا من القاسطين؟ ولكنها حكمة الله سبحانه، اقتضت ألا يكون، شرف إقامة الخلافة على أيديهم، فكما استخسروا فينا طعم الكرامة والعزة، استخسر الله فيهم هذا الشرف العظيم. فالجزاء من جنس العمل.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم