Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – كيف يكون التقرب إلى الله؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

كيف يكون التقرب إلى الله؟

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: “إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَإِنْ هَرْوَلَ سَعَيْتُ إِلَيْهِ، وَأَنَا أَسْرَعُ بِالْمَغْفِرَةِ”. رواه البخاري.

   هذه صورة جميلة، يبين الله لنا من خلالها علاقتنا به، يبين لنا معنى التقرب إليه وكيف يكون؟ فمن الذي يحتاج للآخر؟ بالطبع نحن نحتاج إلى الله في كل أمر من أمور حياتنا، فهو غني عنّا؛ ولكنه سبحانه وهو الرحيم بعباده أعلم منا باحتياجنا هذا، يخبرنا كيف نتقرب إليه، فبقربنا منه سبحانه نحقق ما نصبو إليه، نتقرب إليه بالسؤال، فيتقرب إلينا سبحانه بالعطاء، وبقربنا منه تطمئن القلوب، وتمتلئ بالراحة والسكينة.

 

أيها المسلمون:

 

   إن التقرب إلى الله سبحانه إنما يكون من خلال الطاعات، والأعمال الصالحة والقيام بالواجبات، فمن أراد أن يكون قريبا من الله، ووليّا من أوليائه، فهذه طريق الوصول إليه، تبدأ بالقراءة والتدبر، ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، ومن ثمّ بالتفكر والعلم، ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ ﴾، فيسأل الإنسان نفسه عن ماهية وجوده في هذه الحياة، ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، وعن مصيره بعدها، ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾، فيندفع بعدها للعمل بكل طاقته، عندها يكون قريبا من ربه، ويكون الله سبحانه وتعالى قريبا منه. ومن الواجبات التي قصّر المسلمون بها هذه الأيام فكانت سببا في ابتعادهم عن ربهم، تركُهم العمل لإعادة الخلافة الثانية الراشدة، بعد أن هدمها الكافر المستعمر، وتركَهم لحكام عملاء له، لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم