مع الحديث الشريف
سمع الله لمن حمده واستجاب لمن عمل
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ، فَقُولُوا لَهُمْ: مَرْحَبًا مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاقْنُوهُمْ”، قُلْتُ لِلْحَكَمِ: مَا اقْنُوهُمْ؟ قَالَ: “عَلِّمُوهُمْ». رواه ابن ماجه.
أيها المستمعون الكرام:
إن لغة الحديث تشير إلى أمور عدّة، من بينها أن على العلماء أن يرفقوا وأن يرحبوا بمن يأتي إليهم طالبا للعلم، وكما أن لطالب العلم قدره فللعالِم أيضا قدره، فكلٌ له حق على الآخر، فعلى العالم أن يرحب بطالب العلم، ولا شك أن الوصية تدل على أهمية الأمر الموصى به، فجاء الطلب على شكل وصية للتأكيد على هذا البيان الرباني، والعالم والمتعلم كلاهما موصى به.
أيها المسلمون:
إن من أشرف العلوم التي تستحق منا كل اهتمام علم يربط الدنيا بالآخرة، فلا خير في علم يقتصر على الدنيا ومتاعها دون أن يربط بالآخرة، فالمقصود هنا العالم الربانيّ، والعالم لا يكون عالما ربانيا إلا إذا تعلم العلم وعمل به، ودعا إليه وصبر على تحمل الأذى في الدعوة إليه، وهنا نقف ونقول: أين علماء الأمة الربانيّون وأين علمُهم؟ أين هم من تعليم الناس أمور دينهم؟ أين هم مّما يجري في حق الأمة، لماذا لا ينطقون؟ لماذا لا نسمع لهم صوتا؟ كيف سيستجيب الله لهم وهم صامتون؟ ألم يستعذ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع ومن دعاء لا يسمع؟ فارفعوا أصواتكم أيها العلماء وارفعوا أصواتكم يا طلاب العلم وأسمِعوا الأمة بأن خلاصها مّما وقعت فيه، إنما يكون بالعمل مع العاملين لإقامة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة، فهي وعد ربنا وبشرى رسولنا صلى الله عليه وسلم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم