Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف الخلاص في الإخلاص

 

مع الحديث الشريف

 

الخلاص في الإخلاص

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ». رواه مسلم.

 

أيها المستمعون الكرام:  

 

   ليس المقام مقام ذكر الشرك وأنواعه والتمييز بينها، بل الأمر يتعلق هنا بالإخلاص، نعم إخلاص العمل لله، حيث لا شرك ولا رياء، فالأعمال متعلقة بالطاعة، والطاعة تحتاج إلى إخلاص النية لله، والإخلاص من أعمال القلوب، وربما يسأل الإنسان نفسه: لماذا أقوم بالعمل؟ فإذا كان يقوم به لله وحده فهو مخلص، وإلا فقد أشرك بالله، وهنا عليه أن يعالج فكره وقلبه.

 

أيها المسلمون:

 

   إن ما نعيشه اليوم من آفة الشرك يكفي لنقول بصوت عالٍ: كفى، كفى شركا بالله! كفى رياءً! فالأمة تعبت وتحملت الكثير الكثير، وما النتائج التي وصلت إليها من تحكم أعدائنا بنا إلا لإشراك نفرٍ من أبناء المسلمين بالله، فالدعوة إلى تطبيق أحكام وضعية هي شرك بالله، والدعوة إلى الديمقراطية هي شرك بالله، والدعوة إلى دولة مدنية هي شرك بالله، والدعوة إلى أي حكم سوى حكم الله هي شرك بالله، وهذه نتائج إشراك أولئك النفر بالله في الدنيا ماثلة أمام أعيننا لا تحتاج إلى بيان. أما في الآخرة فقد توعد الله من يشرك به؛ فهو سبحانه وتعالى غني عن أن يشاركه غيره، فمن عمل عملاً لله ولغير الله لم يقبله الله منه، بل يتركه لذلك الغير. ومن هنا ندرك أهمية الإخلاص في العمل، وأهمية قبوله عند الله، فلا نصر إلا بإخلاص النية لله، ولا عودة للإسلام إلا بإخلاص العمل له، ومن إخلاص العمل لله، هو العمل لإقامة الخلافة التي وعد بها ربنا وبشّر بها رسولنا صلى الله عليه وسلم.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

 

                                                                                            كتبه للإذاعة: أبو مريم