الأنظمة الحاكمة هي سبب التطرف
الخبر:
ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر يوم الأربعاء 2017/12/20 في السراي الحكومي الاجتماع الوزاري التشاوري الثاني حول الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف حضره نائب رئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى وزير الداخلية والدفاع والتربية والثقافة ورئيس الجامعة اللبنانية والمنسقة الوطنية لاستراتيجية منع التطرف العنيف وعدد من السفراء كسفير سويسرا وأستراليا وبريطانيا والدنمارك وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان والقائم بالأعمال الكندي وممثلون عن منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية وشخصيات عسكرية وتربوية ومجتمعية.
التعليق:
لقد أقر المجتمعون بوجود التطرف العنيف في لبنان، وزعموا أنهم يسعون بالتعاون مع المجتمع الدولي لمنعه، وركزوا على دور المؤسسات التربوية والثقافية في مواجهة الأفكار المتطرفة والتي تدعو إلى العنف، دون أن يحددوا تلك الأفكار، وأشادوا بالعمليات الأمنية الاستباقية التي تقوم بها بعض الأجهزة الأمنية في إشارة منهم إلى الاعتقالات المتزايدة للشباب الملتزم أو ما بات يعرف في لبنان بـ”المعتقلين الإسلاميين”.
ونسي أو تناسى المجتمعون أن التطرف العنيف والإرهاب هما نتيجة أنظمة علمانية رأسمالية حاكمة في معظم دول العالم، ولم يتطرقوا إلى إرهاب الدول ككيان يهود وأمريكا وفرنسا وروسيا والصين وغيرها الذين قتلوا الملايين من الناس ودمروا ويدمرون بلادا بأكملها لأجل مصالحهم الخاصة.
كما تناسى المجتمعون تصرفات السلطة في لبنان التي أدت إلى التطرف والعنف الشديد، فحين يقر بل ويشجع رئيس الحكومة الاعتقالات الاستباقية، وهذه تتم فقط على الإسلاميين بطريقة وحشية حيث تداهم بيوتهم ليلا، فتخلع الأبواب ويرهب الأطفال والنساء وتكشف العورات، ويهان الكبير والصغير، ويضرب المعتقل ويشتم ويعرى من الثياب، ثم يجر إلى غرف سوداء مجهولة المكان ويعذب عذابا شديدا بكافة وسائل وأساليب التعذيب حتى يصل به الحال للاعتراف بأنه تسبب قبل أن يولد بالحربين العالميتين وبقتل كنيدي والسادات وأنه يخطط لحرب عالمية ثالثة ووو!!
ثم يحول بعد شهر من التعذيب إلى القضاء وملفه مليء بتهم كبرى، ويقبع دون محاكمة لسنوات داخل سجون مكتظة لا تصلح للحيوان، ويحشر مع خبراء في التطرف والعنف، فيجتمع حقده على من ظلمه مع أفكار قادة في التطرف والعنف، ليتمكن التطرف منه ويصاب بمرض نفسي يحقد على الجميع، ويصبح قنبلة متفجرة، بعد خروجه، فتستدرجه الأجهزة الأمنية إلى أعمال تفجير ويتهمون الإسلام بها.
آن للناس أن يدركوا أن الأنظمة الحاكمة هي سبب التطرف، كما آن للجميع أن يدرك عدالة حكم الإسلام وكيف أنه حين حكم في الماضي عاش المسلمون وغير المسلمين في أمن وأمان وعدل واطمئنان، وحين يحكم الإسلام من جديد سينتفي التطرف والعنف والإرهاب، وإن ذلك لكائن عما قريب بإذن الله فارتقبوا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان