يكفيكم ضلالا وإضلالا يا علماء الأزهر
الخبر:
الوطن ووكالات أنباء متعددة: استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب، الثلاثاء 26 كانون الأول 2017، اعتقال جيش يهود للفتاة عهد التميمي، مشيداً بشجاعتها وبنضال أسرتها من أجل القضية الفلسطينية (كما وصفها).
التعليق:
بعد أن كان الأزهر وعلماؤه منارة علم وصدع بالحق، أصبحوا أدواتٍ وأبواقاً للأنظمة الجائرة. وأصبحوا يتكلمون عن الفروع وينسون الأصول. إنه يقر مجددا أن قضية فلسطين قضية وطنية حيث نعتها “بالقضية الفلسطينية”، مع أنها كما يعلم الجميع قضية إسلامية تخص كل المسلمين وواجب إرجاعها يقع على عاتق كل المسلمين وليس من يسكنها، وواجب تحريرها ليس مطلوبا من عهد أو أترابها، مع عدم إنكارنا شجاعة الفتاة عهد في تعاملها مع جنود يهود، ولكن هل هذا هو سبيل تحرير فلسطين؟! أم هو بالأصل واجب جيوش المسلمين! وبدل أن يطلب من الأنظمة وجيوشها أن يهبوا لإنقاذ المسرى والأقصى فإنه يطالب “المنظمات الحقوقية والإنسانية بالقيام بواجبها في الدفاع عن عهد وغيرها من أسرى فلسطين في سجون الاحتلال، الذين يكفل لهم القانون الدولي وكل الشرائع الدينية حق مقاومة الاحتلال من أجل تحرير أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس”. يطالب الجاني بإنصاف المجني عليه!! وكأن التحرير سيأتي عن طريق المنظمات الدولية الفاشلة الضعيفة الهشّة، وليس باجتثاث كيان يهود من جذوره… هو بهذا يقرّ مثل سادته بأن القدس عاصمة لفلسطين، بدل أن يصدع بالحق بأن بيت المقدس هو عقر دار الخلافة كما جاء في حديث رسول الله ﷺ: «هَذَا الأَمْرُ كَائِنٌ بَعْدِي بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ بِالشَّامِ، ثُمَّ بِالْجَزِيرَةِ، ثُمَّ بِالْعِرَاقِ، ثُمَّ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَإِذَا كَانَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَثَمَّ عُقْرُ دَارِهَا، وَلَنْ يُخْرِجَهَا قَوْمٌ فَتَعُودَ إِلَيْهِمْ أَبَدًا».
ألا يعلم شيخ الأزهر وأمثاله أن أمانتهم كبيرة ومسؤوليتهم أمام الله عظيمة، وأنه لن ينفعهم حكام ولا ولاة أمام الواحد القهار؟! أيخافون وينافقون البشر ورب البشر أحق أن يخافوه؟!! وكأنهم لا يعرفون مواقف العلماء الحقّة بمناهضة المحتلين والظلمة كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية والعز بن عبد السلام في صد التتار، والمنذر بن سعيد البلوطي وإخوانه من علماء الأندلس في حرب الصليبيين، ولما أخذت الفرنجة بيت المقدس قام العلماء بالتحريض على الجهاد فكان ممن خرج ابن عقيل رحمه الله وغيره من أعيان الفقهاء… والكثير من العلماء الذين زخر بهم التاريخ الإسلامي المُشرق، بينما هم يزيّنون للحكام مثل السيسي وحكام آل سعود وغيرهم أعمالهم وتبعيّتهم للغرب وأعداء الإسلام الذين يتربصون به ويحاربونه بكل الوسائل والأساليب. ولكن الله غالب على أمره ولو كره الكافرون. وسيأتي يوم الحساب على الأرض. وحساب رب العباد أنكى وأشد…
﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)