من 2009 إلى 2017 احتجاجات بين الأمس واليوم
الخبر:
دعا الكاتب في صحيفة الواشنطن بوست، مايكل سينغ، أمريكا لتقديم مساعدة حقيقية للمتظاهرين في إيران، مؤكداً أنها تشهد أكبر الاحتجاجات الشعبية منذ سنوات، وأنها تحيلنا لما حصل في البلاد عام 2009 رداً على تزوير انتخابات الرئاسة، ويومها وقفت أمريكا مترددة إزاءها، ما أدى إلى خنق تلك الحركة الاحتجاجية. (الخليج أونلاين)
التعليق:
مرت نحو ثماني سنوات بين الانتفاضة الخضراء عام 2009 والتظاهرات الأخيرة في إيران، مع اختلاف الشعارات والمطالب والدعم الخارجي، وخاصة من قبل واشنطن للقوى المطالبة بالديمقراطية وتغيير نظام الحكم في طهران، وكما أعلن أوباما تأييده لثورة الشام وهو يعمل لوأدها، فإن ترامب يعلن تأييده للمظاهرات في إيران وهو لن يتوانى عن احتوائها حماية لعملائه حكام إيران.
نعم، هناك فرق بين مظاهرات الأمس 2009 ومظاهرات اليوم 2017 من جوانب عدة:
فالأولى: كان سببها تزوير في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسته الثانية، وكانت المظاهرات مؤيدة للإصلاحيين، وكان المتظاهرون يعتريهم شيء من الخوف من النظام وبطشه، أما اليوم فالأمر مختلف تماما فهي ليست مظاهرات نخبوية بل شعبوية، ولم يكن سببها إلا رفض الاضطهاد والفساد المتغلغل في كل أرجاء النظام الحاكم بشقيه المحافظين والإصلاحيين، ودعمهم للملفات الإقليمية و(الإرهاب) وقمع الشعوب وسقوط أقنعة الممانعة ومعاداة كيان يهود الوهمية.
اختلفت الإرادة الدولية وخاصة أمريكا حيث في 2009 لم يتم التنديد إلا بعد ستة أشهر من وقوع الأحداث، أما اليوم فقد أيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطالب الشعب الإيراني في تغريدة له عبر توتير قال فيها: “إن الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد وسيأتي اليوم الذي يواجه فيها الشعب الإيراني خياراته”.
هذه هي أمريكا تغدر بأغلى عملائها حين تتعارض مصالحها معه، ولا تتوانى في إذلاله وكأنه لم يكن هو الخادم المطيع لها طوال هذه المدة وتتجه بقوة نحو الأقوى منه أو من يحقق لها ما تصبو إليه، فها هي تتجه نحو السنة لتقويتهم على الشيعة بعد أن أحكمت قبضتها على السعودية (زعيمة السنة).
إن ما يحدث اليوم في إيران ما هو إلا نتاج قمع واضطهاد ممارس على الشعب من فئة لا تمثله، بل تعمل على نشر الحقد الطائفي بين أطياف الشعب الإيراني الذي تمارس عليه أبشع أنواع وأساليب القمع والحرمان، لشعب يمتلك قدرات كبيرة، واقتصاداً عالياً جدا.
فيجب على الشعب الإيراني أن يعي ضرورة التخلص من هذه الشرذمة المتسلطة على رقابهم والعودة إلى نبذ الطائفية والتمسك بالإسلام الحنيف، والعمل على استئصالهم وعودة الحياة الإسلامية كما أمرنا الله تعالى بها، فلا خلاص من هذا الظلم إلا بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ونسأل الله العلى القدير أن يعجل لنا بخليفة عادل يحكمنا بكتاب الله وسنة نبيه r. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي