بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
هل بعد هذا الجَور من عدل؟
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مِنْ خُلَفَائِكُمْ خَلِيفَةٌ يَحْثُو الْمَالَ حَثْيًا لَا يَعُدُّهُ عَدَدًا». رواه مسلم.
إن الله سبحانه أعزَّ الناس بأن جعل لهم منهاجا يسيرون عليه، لتستقيم به حياتهم، وجعل الطاعة عنوان السعادة في هذه الحياة، فبقدر الطاعة والالتزام بتطبيق الأحكام الربانية تكون السعادة، وبقدر التفلت منها والتخلي عنها تكون التعاسة والشقاء، فعندما طبق المسلمون الأوائل النظام الربّاني، وصل العدل منتهاه، فأكل الذئب مع الغنم، ونُثر القمح على رؤوس الجبال كي تأكل الطيور، ووقف الخليفة مخاطبا الغمامة: اذهبي أنى شئتِ، فإن خراجكِ عائد إلي، فكانت الحياة راحة وطمأنينة وهناء.
أيها المسلمون:
عندما طُبقت على الناس أنظمة وضعية من عند بشر، فَقَدَ الناسُ كلَّ معنى لسعادتهم فأصبح المال هدفا لحياتهم، وعاشوا ضنك الحياة. وأصبح المال متركزا بأيدي فئة من الناس، وعاشت البشرية فقرا لم تعشه من قبل. فهل بعد هذا الفقر من غنى؟ هل بعد هذا الجور من عدل؟ هذا ما ظهر في حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، ف”يَحْثُو الْمَالَ حَثْيًا لَا يَعُدُّهُ عَدَدًا” كناية عن كثرة المال والغنائم والفتوحات، فابشري أيتها الأمة الكريمة بخلافة ثانية على منهاج النبوة من جديد، يفتح خليفتها البلدان ويدك عواصم الكفر ويكسر الصلبان، لتعيش الأمة بعدها عدل الإسلام بكتاب ربّها وسنة نبيّها العدنان.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم