شرح مواد النظام الإجتماعي في الإسلام- ح11
والتي نصها: (يتعاون الزوجان في القيام بأعمال البيت تعاونا تاما، وعلى الزوج أن يقوم بجميع الأعمال التي يقام بها خارج البيت، وعلى الزوجة أن تقوم بجميع الأعمال التي يقام بها داخل البيت حسب إستطاعتها. وعليه أن يُحضر لها خُداما بالقدر الذي يكفي لقضاء الحاجات التي لا تستطيعُ القيام بها).
جعل الإسلام التعاون بين المرأة والرجل في شؤون الحياة جميعها، وجعل القيام بأعمال البيت خاصة بالمرأة، فإنه يجب على المرأة خدمة زوجها في تحضير مأكولاته وملبوساته، ومسح الدار وتنظيفها، ويجب عليها أن تسقيه إذا طلب أن يشرب، وأن تضع له الطعام ليأكل، وأن تقوم بخدمته في كل ما يلزمه في البيت. وكذلك ما يلزم في خدمة البيت مما تستدعيه أمور المعيشة في المنزل من كل شيء. ويجب على الرجل أن يُحضر لها ما تحتاجه مما هو خارج البيت من إحضار الطعام والشراب واللباس وكل ما يلزمها من الأمور .
والخلاصة أن كل عمل يلزم القيام به داخل البيت، فيجب على المرأة أن تقوم به أيا كان نوع العمل. وكل عمل يلزم القيام به خارج البيت فيجب على الرجل أن يقوم به . لما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة علي وفاطمة رضي الله عنهما. رُوي أن فاطمة اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو اليه ما تلقى من الرحى، وسألته خادما يكفيها)، فإن هذه الرواية تدل على أن الزوجة تقوم بأعمال البيت قدر طاقتها، وري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قضى على أبنته فاطمة بخدمة البيت، وعلى علي ما كان خارجا عن البيت من عمل. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر نسائه بخدمته فقال: ( يا عائشة أسقنا يا عائشة أطعمينا يا عائشة هلمي الشفرة وأشحذيها بحجر) .
ومن كل هذا يتبين لنا أن القيام بخدمة الرجل في البيت، وبخدمة البيت واجب من واجبات الزوجة يجب عليها أن تقوم به. إلا أن قيامها به إنما يكون بقدر طاقتها، فإذا كانت الأعمال كثيرة بحيث تجلب لها المشقة كان على الزوج أن يأتي لها بخادم يكفيها القيامَ بالعمل، وكان لها أن تطالبه بذلك، وإن كانت الأعمال غير كثيرة، وهي قادرة على القيام بها، فلا يجب عليه أن يأتي بخادم لها، بل يجب عليها أن تقوم هي بخدمة البيت، بدليل ما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبنته فاطمةَ بخدمة البيت. وهكذا يجب على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، ويجب على الزوجة مثل ما يجب لها بالمعروف، حتى تكون الحياة الزوجية حياة طمأنينة يتحقق فيها قوله سبحانه تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا أليها وجعل بينكم مودة ورحمة)
وإلى حلقة قادمة ومادة أخرى من مواد النظام الإجتماعي في الإسلام نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو الصادق