Take a fresh look at your lifestyle.

لا تستغربوا وقاحة ترامب، فكل إناء بما فيه ينضح

 

لا تستغربوا وقاحة ترامب، فكل إناء بما فيه ينضح

 

 

 

الخبر:

 

أورد موقع بي بي سي الخبر التالي:

 

أفادت تقارير بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، استخدم تعبيرا فجا للإشارة إلى مهاجرين من دول معينة، وذلك في حديث بالمكتب البيضاوي.

 

لكن ترامب نفى استخدام التعبير الفج، قائلا إنه استخدم ألفاظا “صارمة”.

 

وأثناء حديث مع مشرعين بشأن اتفاقية للهجرة، تساءل ترامب مستنكرا “لماذا يأتي إلينا مهاجرون من بلاد قذرة؟”، بحسب تقارير. وبدا أن ترامب كان يشير إلى هايتي والسلفادور ودول إفريقية.

 

ولم يحاول البيت الأبيض نفي التصريح.

 

جاء حديث ترامب أمام وفد من نواب الحزبين الديمقراطي والجمهوري اجتمعوا معه أمس لاقتراح اتفاقية مشتركة بشأن الهجرة.

 

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، قال ترامب للنواب إن على أمريكا أن ترحب بلاجئين من دول مثل النرويج، التي زاره رئيس وزرائها في اليوم السابق.

 

ونسبت الصحيفة إليه القول “لماذا نحتاج إلى المزيد من الهايتيين؟”

 

وكانت صحيفة واشنطن بوست أول من نشر تقريرا عن الموضوع مستخدمة التعبير الذي استخدمه ترامب في عنوان التقرير وفي رسالة نصية أرسلت للمشتركين عبر الهواتف.

 

وفي بعض محطات التلفزيون الأمريكية نبه المذيعون المشاهدين إلى فجاجة التعبير أو تجنبوا استخدامه.

 

وفي بقية أنحاء العالم، وقع الصحفيون في حيرة حول كيفية ترجمة التعبير الفج، ففي اللغة الفرنسية استخدموا تعبير “بلاد الغائط”، وفي الصحافة الإسبانية استخدموا “بلاد القمامة”، أما في ألمانيا فاستخدموا عبارة “ثقب القاذورات”.

 

وفي هولندا استخدموا تعبير “البلدان المتخلفة”، وفي اليابان عبارة “المراحيض العمومية”.

 

التعليق:

 

بحسب الخبر فإن الاجتماع كان يناقش منح من يتمتعون بالإقامة المؤقتة حق المكوث في أمريكا بشكل دائم، وفي المقابل عرض مبلغ 1.5 مليار دولار لتمويل الجدار الذي يرغب ترامب ببنائه على الحدود مع المكسيك. وكانت إدارة ترامب قد أعلنت سحب الإقامات المؤقتة من 200 ألف من رعايا السلفادور.

 

ويعطي القرار مهلة سنة لرعايا السلفادور المقيمين في أمريكا منذ ثلاثة عقود للمغادرة أو تسوية أوضاعهم بشكل قانوني. وكان اللاجئون قد حصلوا على حق الإقامة المؤقتة عقب وقوع هزة أرضية في بلادهم عام 2001، وقد سحبت الإقامات المؤقتة من رعايا نيكاراغوا وهايتي، ويواجه مئات آلاف اللاجئين مصيرا مشابها.

 

اللافت أن السلفادور ـ 21000 كلم مربع ـ تستخدم الدولار الأمريكي في المعاملات بعد سقوط عملتها الكولون كليا منذ 2004 بسبب سياسات “السوق الحرة” التي تعني مزيدا من سيطرة الرأسماليين وشركات “العولمة” على اقتصاد البلاد.

 

والطريف أن هذه البلاد “القذرة” حسب وصف ترامب لها فيها 15 منطقة حرة توفر العمالة الرخيصة للحياكة وصناعة الملابس التي تصدر في جلّها إلى أمريكا.

 

أما هايتي (إحدى أفقر بلاد البحر الكاريبي ومساحتها حوالي 27000 كلم مربع) فأكثر من 80% من سكانها يعيشون تحت خط الفقر، وهذه البلاد “القذرة” بحسب وصف ترامب أيضا تصدر “السكر” وغيره من المحاصيل الزراعية إلى أمريكا.

 

إن تغوّل المبدأ الرأسمالي في العالم هو أكبر كارثة تحل على الأمم والشعوب، سواء تلك التي في أمريكا اللاتينية أو ما حولها في الكاريبي، أم كانت في بلاد المسلمين التي ترزح شعوبها تحت الفقر والعوز والجوع في أغلبها.

 

وترامب إنما يعبر بصدق عن نظرة أمريكا ـ سيدة الرأسمالية ـ الحقيقية لشعوب الأرض، فهم ليسوا إلا عبيدا، لا يستحقون ثروات بلادهم ولا العيش بكرامة.

 

فإناء الرأسمالية نضح ولا يزال بكل شر للبشرية جمعاء طالما بقي سائدا في العالم، وهذه النظرة الاستعلائية التي تعتبر العنصر الأبيض هو سيد العالم هي نفسها التي استعبدت شعوب إفريقيا يوما، وهي التي أتت بأمثال هتلر وترامب…

 

ولا يظنن ظانّ أن هذه النظرة مقصورة على تلك الشعوب المسكينة في السلفادور وهايتي، فنظرتهم للمسلمين هي أشد وأنكى، فهل من معتبر؟

 

إن خلاص البشرية جمعاء لن يكون إلا بعودة الإسلام إلى الحياة في دولة تطبقه خير تطبيق وتري العالم أجمع كيف تحفظ كرامة البشر، وكيف يغاث الملهوف ويعان الضعيف وينال الفقير رغيف خبزه بكرامة.

 

ورحم الله من قال: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!”.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسام الدين مصطفى

2018_01_14_TLK_1_OK.pdf