Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – الطاعة وواقع الأمة اليوم

 

مع الحديث الشريف

 

الطاعة وواقع الأمة اليوم

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ». صحيح البخاري برقم 6725.

 

أيها المستمعون الكرام:  

 

لطالما تحدثت آيات القرآن الكريم والأحاديث النبويّة الشريفة عن الطاعة، وذلك لما لها من ثمار طيبة في حياة الإنسان، بل لقد كانت الطاعة حجر الزاوية في بيعة العقبة الثانية؛ حيث قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: “بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمعِ والطَّاعَةِ في العسرِ واليسرِ والمنشطِ والمكرهِ، وعلى أثرةٍ علينا وعلى أنْ لا ننازعَ الأمرَ أهلَهُ، إلا أنْ تروا كفرا بواحا عندَكم من اللهِ تعالى فيهِ برهان”، وهذه الطاعة جاءت مشروطة بطاعة الله والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

أيها المسلمون:

 

إن الأمة اليوم تعيش واقعا استثنائيا، واقعا لا يوجد فيه حاكم يحكمها بكتاب ربها وسنة نبيها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحكامها الذين اغتصبوا الحكم بمساندة الغرب الكافر لا يتوانون عن التنسيق مع أعداء الأمة، بل والقتال في صفوفهم من أجل البقاء على كراسيِّ الحكم، فهؤلاء الحكام لا طاعة لهم على الأمة، ولا بيعة في أعناقها لهم، فقد نصبوا على رقابها من قبل الاستعمار، ومارسوا من بدع الكفر الكثير الكثير، حتى صار الناس بسببهم علمانيين بلحى وديمقراطيين بلحى ورأسماليين بلحى، تراهم في المساجد يصومون ويصلون، فإذا صاروا خارجها دخلوا عالم المصلحة والمنفعة إلا من رحم الله، ثم بعد هذا يأتي حاكمهم يطلب منهم الطاعة، وعلى ماذا الطاعة؟ على تعبيدهم لهم أحكام الكفر الصراح، وعلى تطبيق النظام الرأسمالي الغربي عليهم، بدل نظام الخلافة الربانيّ الذي فرضه الله على الأمة.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم