بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
(ح27)
العبد مسؤول عما كسبه مختارًا
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا “بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام” وَمَعَ الحَلْقَةِ السَّابِعَةِ وَالعِشْرِينَ, وَعُنوَانُهَا: “العَبدُ مَسؤُولٌ عَمَّا كَسَبَهُ مُختَارًا”. نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ العِشْرِينَ مِنْ كِتَابِ “نظامُ الإسلام” لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ.
يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: “وَعَلَى هَذَا الأسَاسِ يُحَاسَبُ عَلَى هَذِهِ الأفعَالِ الَّتي تَقَعُ فِي الدَّائِرَةِ الَّتِي يُسَيطِرُ عَلَيهَا فَيُثَابُ ويُعاقَبُ عَليْهَا، لأنَّهُ قَامَ بِهَا مُختَارًا دُونَ أنْ يَكُونَ عَلَيهِ أيُّ إِجبَارٍ. عَلَى أنَّ الغَرَائزَ وَالحَاجَاتِ العُضوِيَّةَ وَإِنْ كَانَتْ خَاصِيَّتُهَا هِيَ مِنَ اللهِ، وَقَابليَّتُهَا لِلشَّرِّ وَالخَيرِ هِيَ مِنَ اللهِ، لَكِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ هَذِهِ الخَاصِيَّةَ عَلَى وَجْهٍ مُلْزِمٍ لِلقِيَامِ بِهَا، سَوَاءٌ فِيمَا يُرضِي اللهَ أو يُسْخِطُهُ، أيْ سَوَاءٌ فِي الشَّرِّ أو الخَيرِ، كَمَا أنَّ خَاصِيَّةَ الإِحرَاقِ لمْ تَكُنْ عَلَى وَجْهٍ يَجْعَلُها مُلْزِمَةً فِي الإِحرَاقِ، سَوَاءٌ فِي الإِحرَاقِ الَّذِي يُرضِي اللهَ أو الَّذِي يُسْخِطُهُ، أيِ الخَيرِ وَالشَّرِّ، وَإنَّمَا جُعِلَتْ هَذِهِ الخَاصِيَّاتُ فِيهَا تُؤَدِّيهَا إِذَا قَامَ بِهَا فَاعِلٌ عَلَى الوَجْهِ المَطلُوبِ. وَاللهُ حِينَ خَلَقَ الإِنسَانَ وَخَلَقَ لَهُ هَذِهِ الغَرَائِزَ وَالحَاجَاتِ، وَخَلَقَ لَهُ العَقْلَ المُمَيِّزَ أعْطَاهُ الاختِيَارَ بِأنْ يَقُومَ بِالفِعْلِ أوْ يَترُكَهُ، وَلَمْ يُلْزِمْهُ بِالقِيَامِ بِالفِعْلِ أوِ التَّركِ، وَلَمْ يَجْعَلْ فِي خَاصِيَّاتِ الأشيَاءِ وَالغَرَائِزِ وَالحَاجَاتِ العُضْوِيَّةِ مَا يُلْزِمُهُ عَلَى القِيَامِ بِالفِعْلِ أوِ التَّركِ، وَلِذَلِكَ كَانَ الإِنسَانُ مُخَتاراً فِي الإقدَامِ عَلَى الفِعْلِ وَالإِقلاعِ عَنْهُ، بِمَا وَهَبَهُ اللهُ مِنَ العَقْلِ المُمَيِّزِ، وَجَعَلَهُ مَنَاطَ التكليفِ الشَّرعِيِّ، وَلِهَذَا جَعَلَ لَهُ الثَّوَابَ عَلَى فِعْلِ الْخَيرِ، لأنَّ عَقْلَهُ اختَارَ القِيَامَ بِأوَامِرِ اللهِ وَاجتِنَابِ نَوَاهِيهِ، وَجَعَلَ لَهُ العِقَابَ عَلَى فِعْلِ الشَّرِّ، لأنَّ عَقْلَهُ اختَارَ مُخَالَفَةَ أوَامِرِ اللهِ وَعَمِلَ مَا نَهَى عَنهُ بِاستِجَابَتِهِ لِلغَرَائِزِ وَالحَاجَاتِ العُضْوِيَّةِ عَلَى غَيرِ الوَجْهِ الَّذِي أمَرَ بهِ اللهُ. وَكَانَ جَزَاؤُهُ عَلَى هَذَا الفِعْلِ حَقًّا وَعَدلاً، لأنَّهُ مُختَارٌ فِي القِيَامِ بهِ، وَلَيسَ مُجبَرًا عَلَيهِ. وَلا شَأنَ لِلقَضَاءِ وَالقَدَرِ فِيهِ. بَلِ الْمَسألَةُ هِيَ قِيَامُ العَبدِ نَفسِهِ بِفِعلِهِ مُختَارًا. وَعَلَى ذَلِكَ كَانَ مَسؤُولاً عَمَّا كَسَبَهُ: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)”.
وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يُثِيرُ المُفَكِّرُ السِّيَاسِيُّ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ بِأُسلُوبٍ خَفِيٍّ وَغَيرِ مُبَاشِرٍ أمَامَ عُقُولِنَا مَجمُوعَةً مِنَ التَّسَاؤُلاتِ, ثُمَّ يُجِيبُ عَنهَا بِطَرِيقَةٍ تَحْفِزُنَا وَتَدعُونَا إِلَى التَّفكِيرِ. وَقَد اكتَشَفْتُ لَكُمْ هَذَا الأُسلُوبَ, وَهَذِهِ التَّسَاؤُلاتِ مِنْ خِلالِ قِرَاءَتِي المُتَأنِّيَةِ لِمَا بَينَ سُطُورِ هَذِهِ الفَقْرَةِ الَّتِي بَينَ أيدِينَا مِنْ كِتَابِ “نظامُ الإسلام” وَإِلَيكُمْ هَذِهِ التَّسَاؤُلاتِ وَإِجَابَاتُهَا:
السُّؤَالُ الأوَّلُ: ألَيسَتْ خَاصِيَّةُ الغَرَائِزِ وَالحَاجَاتِ العُضْوِيَّةِ مِنَ اللهِ تَعَالَى؟
السُّؤَالُ الثَّانِي: ألَيسَتْ قَابِلِيَّةُ الغَرَائِزِ وَالحَاجَاتِ العُضْوِيَّةِ لِلخَيرِ وَالشَّرِّ مِنَ اللهِ تَعَالَى؟
السُّؤَالُ الثَّالِثُ: ألَيسَ اللهُ تَعَالَى هُوَ الَّذِي خَلَقَ الإِنسَانَ, وَخَلَقَ لَهُ هَذِهِ الغَرَائِزَ وَالحَاجَاتِ؟
السُّؤَالُ الرَّابِعُ: فَلِمَاذَا إِذَن يُحَاسَبُ الإِنسَانُ عَلَى أفعَالِهِ الَّتِي يَقُومُ بِهَا لإِشبَاعِ غَرَائِزِهِ وَحَاجَاتِهِ العُضْوِيَّةِ, فَيُثَابُ عَليْهَا ويُعاقَبُ؟
الإِجَابةُ: بَلَى, صَحِيحٌ أنَّ خَاصِيَّةَ الغَرَائِزِ وَالحَاجَاتِ العُضْوِيَّةِ هِيَ مِنَ اللهِ تَعَالَى. وَصَحِيحٌ أنَّ قَابِلِيَّةَ الغَرَائِزِ وَالحَاجَاتِ العُضْوِيَّةِ لِلخَيرِ وَالشَّرِّ هِيَ مِنَ اللهِ تَعَالَى. وَصَحِيحٌ أنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الَّذِي خَلَقَ الإِنسَانَ, وَخَلَقَ لَهُ هَذِهِ الغَرَائِزَ وَالحَاجَاتِ العضوية.
كُلُّ ذَلِكَ صَحِيحٌ, وَلَكِنَّ هُنَاكَ أمورًا يَنبَغِي أنْ لا تَخْفَى عَلَيكُمْ ألا وَهِيَ:
- يُحَاسَبُ الإِنسَانُ عَلَى هَذِهِ الأفعَالِ فَيُثَابُ ويُعاقَبُ عَليْهَا، لأنَّهُ قَامَ بِهَا مُختَارًا دُونَ أنْ يَكُونَ عَلَيهِ أيُّ إِجبَارٍ.
- الغَرَائزَ وَالحَاجَاتِ العُضوِيَّةَ وَإِنْ كَانَتْ خَاصِيَّتُهَا هِيَ مِنَ اللهِ، وَقَابليَّتُهَا لِلشَّرِّ وَالخَيرِ هِيَ مِنَ اللهِ، لَكِنَّ اللهََ لَمْ يَجْعَلْ هَذِهِ الخَاصِيَّةَ عَلَى وَجْهٍ مُلْزِمٍ لِلقِيَامِ بِهَا، سَوَاءٌ فِيمَا يُرضِي اللهَ أو يُسْخِطُهُ، أيْ سَوَاءٌ فِي الشَّرِّ أو الخَيرِ. وَإنَّمَا جُعِلَتْ هَذِهِ الخَاصِيَّاتُ فِيهَا تُؤَدِّيهَا إِذَا قَامَ بِهَا فَاعِلٌ عَلَى الوَجْهِ المَطلُوبِ.
- حِينَ خَلَقَ اللهُ الإِنسَانَ, وَخَلَقَ لَهُ هَذِهِ الغَرَائِزَ وَالحَاجَاتِ، وَخَلَقَ لَهُ العَقْلَ المُمَيِّزَ أعْطَاهُ الاختِيَارَ بِأنْ يَقُومَ بِالفِعْلِ أوْ يَترُكَهُ، وَلَمْ يُلْزِمْهُ بِالقِيَامِ بِالفِعْلِ أوِ التَّركِ، وَلَمْ يَجْعَلْ فِي خَاصِيَّاتِ الأشيَاءِ وَالغَرَائِزِ وَالحَاجَاتِ العُضْوِيَّةِ مَا يُلْزِمُهُ عَلَى القِيَامِ بِالفِعْلِ أوِ التَّركِ.
- الإِنسَانُ مُخَتارٌ فِي الإقدَامِ عَلَى الفِعْلِ وَالإِقلاعِ عَنْهُ، بِمَا وَهَبَهُ اللهُ مِنَ العَقْلِ المُمَيِّزِ، وَجَعَلَهُ مَنَاطَ التكليفِ الشَّرعِيِّ.
- جَعَلَ اللهُ الثَّوَابَ لِلإنسَانِ عَلَى فِعْلِ الْخَيرِ، لأنَّ عَقْلَهُ اختَارَ القِيَامَ بِأوَامِرِ اللهِ وَاجتِنَابِ نَوَاهِيهِ، وَجَعَلَ لَهُ العِقَابَ عَلَى فِعْلِ الشَّرِّ، لأنَّ عَقْلَهُ اختَارَ مُخَالَفَةَ أوَامِرِ اللهِ وَعَمِلَ مَا نَهَى عَنهُ بِاستِجَابَتِهِ لِلغَرَائِزِ وَالحَاجَاتِ العُضْوِيَّةِ عَلَى غَيرِ الوَجْهِ الَّذِي أمَرَ بهِ اللهُ.
- جَزَاءُ الإِنسَانِ عَلَى فِعْلِهِ حَقٌّ وَعَدلٌ، لأنَّهُ مُختَارٌ فِي القِيَامِ بهِ، وَلَيسَ مُجبَرًا عَلَيهِ. وَلا شَأنَ لِلقَضَاءِ وَالقَدَرِ فِيهِ. بَلِ الْمَسألَةُ هِيَ قِيَامُ العَبدِ نَفسِهِ بِفِعلِهِ مُختَارًا. وَعَلَى ذَلِكَ كَانَ مَسؤُولاً عَمَّا كَسَبَهُ.
مِنْ كُلَّ مَا سَبَقَ يَتَبَيَّنُ لَنَا أنَّ الإِنسَانَ يَستَجِيبُ لِغَرَائزِهِ وَحَاجَاتِهِ العُضوِيَّةِ بِإِحْدَى طَرِيقَتَينِ:
- إِمَّا أنْ يَستَجِيبَ لِلغَرَائزِ وَالحَاجَاتِ العُضوِيَّةِ وَفْقَ أوَامِرِ اللهِ وَنَوَاهِيهِ يَكُونُ قَدْ فَعَلَ الخَيرَ, وَسَارَ فِي طَرِيقِ التَّقوَى, فَاستَحَقَّ ثَوَابَ اللهِ تَعَالَى.
- وَإِمَّا أنْ يَستَجِيبَ لِلغَرَائزِ وَالحَاجَاتِ العُضوِيَّةِ وَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْ أوَامِرِ اللهِ وَنَوَاهِيهِ يَكُونُ قَدْ فَعَلَ الشَّرَّ, وَسَارَ فِي طَريقِ الفُجُورِ, فَاستَحَقَّ عِقَابَ اللهِ تَعَالَى.
وَقَدْ أكَّدَ اللهُ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ العَزِيزِ الَّذِي لا يَأتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَينِ يَدَيهِ, وَلا مِنْ خَلفِهِ أنَّهُ سَيُحَاسِبُ يَومَ القِيَامَةِ النَّاسَ أجْمَعِينَ عَلَى مَا كَسَبَتْ أيدِيهِمْ, فَيُثِيبُ الْمُحْسِنَ أعْظَمَ الثَّوَابِ وَهُوَ الجَنَّةُ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا, وَيُعَاقِبُ المُسِيءَ أشَدَّ العِقَابِ, وَهُوَ نَارُ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا, وَذَكَرَ جَلَّ جَلالُهُ ذَلِكَ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ نَذكُرُ مِنهَا عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ لا الحَصْرِ الآيَاتِ الآتِيَةَ:
- قَولَهُ تَعَالَى: (هَـٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢١) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ (٢٣) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ). (الصافات 21- 24)
- وَقَولَهُ تَعَالَى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (٤٣) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ). (الزخرف 42- 44)
- وَقَولَهُ تَعَالَى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ). (التكاثر 8)
- وَقَولَهُ تَعَالَى: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ). (الأعراف 6)
- وَقَولَهُ تَعَالَى: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ). (الحجر 92, 93)
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.