منتدى دافوس وفشل النظام الرأسمالي
الخبر:
انعقد منتدى دافوس الـ 48 لعام 2018م يوم الثلاثاء 23 من كانون الثاني/يناير في سويسرا، تحت عنوان: “مراجعة الأسباب والحلول العملية للانقسامات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتنوعة التي تواجه المجتمع العالمي”. [رويترز].
التعليق:
يضم هذا المنتدى المنعقد لبحث المشاكل والأزمات التي تواجه البشرية كبارٓ رجال الأعمال وقادة العالم الرأسمالي، وهم أنفسهم (رجال الأعمال والقادة) أسباب هذه المشاكل والأزمات، لذلك يستنكر المرء اجتماع هؤلاء المؤتمرين لإيجاد دواء لمرض هم داؤه! ويؤكد ذلك تقرير منظمة “أوكسفام” الأخير بأن الهوة بين أغنى أغنياء العالم وبقية العالم ما زالت في اتساع، إذ ما زالت الثروات في حيازة فئة صغيرة، وقالت المنظمة إن “82٪ من الثروات التي استُخرجت وأنتِجت العام الماضي تدفقت إلى أكثر سكان العالم ثراء، البالغة نسبتهم 1٪، بينما لم يشهد نصف الفقراء أية زيادة تذكر”! وخلصت المنظمة في تقريرها بأن هذه الأرقام تعكس فشل النظام الاقتصادي.
أما عن الانقسامات السياسية، فهل حقا غاب عن هؤلاء المؤتمرين أسبابُها، ورئيس العالم الحر ترامب حضر المؤتمر ليؤكد على سياسته التي تبنّاها “أمريكا أولا”، وبريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبي تاركة الاتحاد يواجه مستقبله المظلم بعيدًا عن بريطانيا “العظمى”، والصين تسعى جاهدة لاقتسام كعكة ثروات العالم مع أمريكا وباقي الدول الكبرى في العالم، وباقي دول العالم لا تعدو كونها مزارع لقادة هؤلاء المؤتمرين، وقادتهم لا يعدون أن يكونوا أكثر من عملاء أو وكلاء للدول الكبرى؟!
أما المشاكل الاجتماعية التي “يهمّ” المنتدى مناقشتها، فإن المنتدى نفسه على الرغم من أن لجانه كانت تقودها نساء، فإنه قد صرّح في تقريره السنوي الشهر الحالي إلى أن حصول المرأة على أجر مساوٍ لأجر الرجل وتمثيلها بنسبة مساوية للرجال في مكان العمل يحتاج إلى 217 عامًا حتى يتحقق! فكيف لهذه الدول العنصرية ضد النساء – وهي تدعي المساواة بين الرجال والنساء وتعتبر هذه القضية قضية حيوية في العالم الحر – أن تحل أية مشكلة اجتماعية أخرى أعظم من هذه القضية أو دونها؟!
يستبعد المراقب أن يكون سبب مشاكل البشرية غائب عن هؤلاء المؤتمرين، ولكن المؤكد لدى الجميع أن هؤلاء المؤتمرين هم المستفيدون الوحيدون من هذا الظلام الدامس الذي يخيم على الكرة الأرضية، وغاية اجتماعهم هو التأكد من استمرار هيمنة النظام القائم على البشرية حتى يظلوا منتفعين منه، ولو كان عندهم أدنى شعور بالمسئولية على البشرية لاستشاروا أي مفكر في العالم عن البديل الحضاري الناجح للنظام الرأسمالي الفاشل، ولما وجد ذلك المفكر غير الإسلام بديلًا حضاريًا قادرًا وبكل جدارة على إخراج البشرية من ظلمات الرأسمالية.
إن قيام دولة الخلافة على منهاج النبوة قريبًا بإذن الله سيسقط هؤلاء القادة، ليصبحوا هدف انتقام لشعوبهم التي أذلوها وأفقروها ونالوا منها، وستدخل تلك الشعوب في دين الله أفواجًا في زمن قياسي بإذن الله. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – باكستان