Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف الحاكم هو الراعي الأول للشؤون

مع الحديث الشريف

 

الحاكم هو الراعي الأول للشؤون

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبةُ في كلِّ مكانٍ، في حلقةٍ جديدةٍ من برنامجِكم “مع الحديثِ الشريف” ونبدأ بخيرِ تحيةٍ، فالسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

 

   عن مَعْقِلٌ بنِ يسار قال: سَمِعْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ». صحيح البخاري برقم 6731.

 

أيها المستمعون الكرام:  

 

   لو دققنا في أحكام الإسلام لوجدناها أحكاماً تدفع المسلم لأن يهتم بغيره من الناس كما يهتم بنفسه، وهي أحكام تنفرد بهذه الميزة، بخلاف غيرها من الشرائع السابقة، فضلا عن القوانين الوضعية التي لا مسؤولية فيها لإنسان عن آخر، فالمسلم يهتم بجاره وبأقاربه وبمن يعول، كما يهتم بأي إنسان آخر ولو لم تربطه به علاقة، وذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن باب الرحمة بالناس ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾، وهذا الحديث الذي بين أيدينا نموذج في اهتمام المسلم بغيره، حتى لو كان الآخر غير مسلم، فهو دعوة بأن يهتم الإنسان بمن تحت رعايته، فإن كان الراعي حاكماً أو أباً لأسرة فعليه أن يهتم برعيته فيدير شؤونها وينصح لها، وإلا فلن يجد رائحة الجنة، وإن كان أستاذاً في جامعة أو مدرسة، أو أمّاً أو زوجة فكذلك الأمر، تلكم هي الرعاية.

 

أيها المسلمون:

 

   إن أكبر راع يستحق أن نقف عنده في هذه العجالة هو الحاكم؛ ذلك أن رعايته شاملة، تشمل الأمة بأسرها، أفرادا وجماعات، فإذا كان راعيا صالحا ينصح لها ويرعى شؤونها فإنها ستحظى برضى الله سبحانه، وتسعد في الدارين، لأنه هو الذي سيحاسبها إن قصرت في فرائض الله، وهو الذي سيدفع بها إلى طاعة الله دفعا، ويهيئ لها أسباب الفلاح، وإن كان فاسدا كما هو حال حكامنا في هذا الزمان، أصبحت الحياة شقاءً وهمّا لا يطاق، خاصة بعد أن أصبح الحكام دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. وعلى ذلك نقول: كفى الأمة ما عاشته من ذل وخنوع، ومن ضنك وشقاء على أيدي حكامها الظلمة الفجرة، كفى الأمة ويلات تلو الويلات في ظل عهودهم النحسة، ولتقف الأمة على قدميها من جديد لتعيد مجدها وعزها التليد، لتعيد خلافتها الثانية الراشدة على منهاج النبوة، فهي وعد ربها وبشرى رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شَعْثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

                                                                                            كتبه للإذاعة: أبو مريم